تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٢٢٦
* (أفعيينا بالخلق الأول) * أي أفعجزنا عن الإبداء حتى نعجز عن الإعادة من عيي بالأمر إذا لم يهتد لوجه عمله والهمزة فيه للإنكار * (بل هم في لبس من خلق جديد) * أي هم لا ينكرون قدرتنا على الخلق الأول بل هم في خلط وشبهة في خلق مستأنف لما فيه من مخالفة العادة وتنكير الخلق الجديد لتعظيم شأنه والإشعار بأنه على وجه غير متعارف ولا معتاد * (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه) * ما تحدثه به نفسه وهو ما يخطر بالبال والوسوسة الصوت الخفي ومنها وسواس الحلي والضمير لما إن جعلت موصولة والباء مثلها في صوت بكذا أو ل * (الإنسان) * إن جعلت مصدرية والباء للتعدية * (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) * أي ونحن أعلم بحاله ممن كان أقرب إليه * (من حبل الوريد) * تجوز بقرب الذات لقرب العلم لأنه موجبة و * (حبل الوريد) * مثل في القرب قال والموت أدنى لي من الوريد وال * (حبل) * العرق وإضافته للبيان والوريدان عرقان مكتنفان بصفتحي العنق في مقدمها بالوتين يردان من الرأس إليه وقيل سمي وريدا لأن الزوج ترده * (إذ يتلقى المتلقيان) * مقدر باذكر أو متعلق ب * (أقرب) * أي هو أعلم بحاله من كل قريب حين يتلقى أي يتلقن الحفيظان ما يتلفظ به وفيه إيذان بأنه غني عن استحفاظ الملكين فإنه أعلم منهما ومطلع على ما يخفى عليهما لكنة لحكمة اقتضته وهي ما فيه من تشديد يثبط العبد عن المعصية وتأكيد في اعتبار الأعمال وضبطها للجزاء وإلزام للحجة يوم يقوم الاشهاد * (عن اليمين وعن الشمال قعيد) * أي * (عن اليمين) * قعيد * (وعن الشمال قعيد) * أي مقاعد كالجليس فحذف الأول لدلالة الثاني عليه كقوله
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»