تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٢٣٧
* (وفي أموالهم حق) * نصيب يستوجبونه على أنفسهم تقربا إلى الله وإشفاقا على الناس * (للسائل والمحروم) * للمستجدي والمتعفف الذي يظن غنيا فيحرم الصدقة * (وفي الأرض آيات للموقنين) * أي فيها دلائل من أنواع المعادن والحيوانات أو وجوه دلالات من الدحو والسكون وارتفاع بعضها عن الماء واختلاف أجزائها في الكيفيات والخواص والمنافع تدل على وجود الصانع وعلمه وقدرته وإرادته ووحدته وفرط رحمته * (وفي أنفسكم) * أي وفي أنفسكم آيات إذ ما في العالم شيء إلا وفي الإنسان له نظير يدل دلالته مع ما انفرد به من الهيئات النافعة والمناظر البهية والتركيبات العجيبة والتمكن من الأفعال الغريبة واستنباط الصنائع المختلفة واستجماع الكمالات المتنوعة * (أفلا تبصرون) * تنظرون نظر من يعتبر * (وفي السماء رزقكم) * أسباب رزقكم أو تقديره وقيل المراد ب * (السماء) * السحاب وبالرزق المطر فإنه سبب الأقوات * (وما توعدون) * من الثواب لأن الجنة فوق السماء السابعة أو لأن الأعمال وثوابها مكتوبة مقدرة في السماء وقيل إنه مستأنف خبره * (فورب السماء والأرض إنه لحق) * وعلى هذا فالضمير ل * (ما) * وعلى الأول يحتمل أن يكون له ولما ذكر من أمر الآيات والرزق والوعد * (مثل ما أنكم تنطقون) * أي مثل نطقكم كما أنه لا شك لكم في أنكم تنطقون ينبغي أن لا تشكوا في تحقيق ذلك ونصبه على الحال من المستكن في لحق أو الوصف لمصدر محذوف أي أنه لحق حقا مثل نطقكم وقيل إنه مبني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن وهو ما إن كانت بمعنى شيء وإن بما في حيزها إن جعلت زائدة ومحله الرفع على أنه صفة * (لحق) * ويؤيده قراءة حمزة والكسائي وأبي بكر بالرفع * (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم) * فيه تفخيم لشأن الحديث وتنبيه على أنه أوحي إليه والضيف في الأصل مصدر ولذلك يطلق على الواحد والمتعدد قيل كانوا اثني عشر ملكا وقيل ثلاثة جبريل وميكائيل وإسرافيل وسماهم ضيفا لأنهم كانوا في صورة الضيف * (المكرمين) * أي مكرمين عند الله أو عند إبراهيم إذ خدمهم بنفسه وزوجته * (إذ دخلوا عليه) * ظرف لل * (قال سلام) * أي عليكم سلام عدل به إلى الرفع بالابتداء لقصد الثبات حتى تكون تحيته أحسن من تحيتهم وقرئا مرفوعين وقرأ حمزة والكسائي
(٢٣٧)
مفاتيح البحث: الظنّ (1)، التصدّق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»