تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٢١٥
به من الحال وهو قوله * (لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم) * فإنه حال من أحد ضميري فيكم ولو جعل استئنافا لم يظهر للأمر فائدة والمعنى أن فيكم رسول الله على حال يجب تغييرها وهي أنكم تريدون أن يتبع رأيكم في الحوادث ولو فعل ذلك * (لعنتم) * أي لوقعتم في الجهد من العنت وفيه إشعار بأن بعضهم أشار إليه بالإيقاع ببني المصطلق وقوله * (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان) * استدراك ببيان عذرهم وهو أنه من فرط حبهم للإيمان وكراهتهم للكفر حملهم على ذلك لما سمعوا قول الوليد أو بصفة من لم يفعل ذلك منهم إحمادا لفعلهم وتعريضا بذم من فعل ويؤيده قوله * (أولئك هم الراشدون) * أي أولئك المستثنون هم الذين أصابوا الطريق السوي * (وكره) * يتعدى بنفسه إلى مفعول واحد فإذا شدد زاد له آخر لكنه لما تضمن معنى التبعيض نزل كره منزلة بغض فعدي إلى آخر بإلى أو نزل إليكم منزلة مفعول آخر و * (الكفر) * تغطية نعم الله بالجحود * (والفسوق) * الخروج عن القصد * (والعصيان) * الامتناع عن الانقياد * (فضلا من الله ونعمة) * تعليل ل * (كرة) * أو * (حبب) * وما بينهما اعتراض لا لا * (الراشدون) * فإن الفضل فعل الله والرشد وإن كان مسببا عن فعله مسند إلى ضميرهم أو مصدر لغير فعله فإن التحبيب والرشد فضل من الله وإنعام * (والله عليم) * بأحوال المؤمنين وما بينهم من التفاضل * (حكيم) * حيث يفضل وينعم بالتوفيق عليهم * (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) * تقاتلوا والجمع باعتبار المعنى فإن كل طائفة جمع * (فأصلحوا بينهما) * بالنصح والدعاء إلى حكم الله تعالى * (فإن بغت إحداهما على الأخرى) *
(٢١٥)
مفاتيح البحث: القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»