وقرأ ابن كثير بالياء * (لكل أواب) * رجاع إلى الله تعالى بدل من المتقين بإعادة الجار * (حفيظ) * حافظ لحدوده * (من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب) * بعد بدل أو بدل من موصوف * (أواب) * ولا يجوز أن يكون في حكمه لأن * (من) * لا يوصف به أو مبتدأ خبره * (ادخلوها) * على تأويل يقال لهم * (ادخلوها) * فإن من بمعنى الجمع وبالغيب حال من الفاعل أو المفعول أو صفة لمصدر أي خشية ملتبسة بالغيب حيث خشي عقابه وهو غائب أو العقاب بعد غيب أو هو غائب عن الأعين لا يراه أحد وتخصيص * (الرحمن) * للإشعار بأنهم يرجون رحمته ويخافون عذابه أو بأنهم يخشون مع علمهم بسعة رحمته ووصف القلب بالإنابة إذ الاعتبار برجوعه إلى الله * (بسلام) * سالمين مع العذاب وزوال النقم أو مسلما عليكم من الله وملائكته * (ذلك يوم الخلود) * يوم تقدير الخلود كقوله تعالى * (فادخلوها خالدين) * * (لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد) * وهو ما لا يخطر ببالهم مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر * (وكم أهلكنا قبلهم) * قبل قومك * (من قرن هم أشد منهم بطشا) * قوة كعاد وثمود وفرعون * (فنقبوا في البلاد) * فخرقوا في البلاد وتصرفوا فيها أو جالوا في الأرض كل مجال حذر الموت فالفاء على الأول للتسبب وعلى الثاني لمجرد التعقيب وأصل التنقيب التنقير عن الشيء والبحث عنه * (هل من محيص) * أي لهم من الله أو من الموت وقيل الضمير في * (فنقبوا) * لأهل مكة أي ساروا في أسفارهم في بلاد القرون فهل رأوا لهم محيصا حتى يتوقعوا مثله لأنفسهم ويؤيده أنه قرئ فنقبوا على الأمر وقرئ فنقبوا بالكسر من النقب وهو أن ينتقب خف البعير أي أكثروا السير حتى نقبت أقدامهم أو أخفاف مراكبهم
(٢٣١)