الرسول مخبرا عنهم * (ومضى مثل الأولين) * وسلف في القرآن قصتهم العجيبة وفيه وعد للرسول ووعيد لهم بمثل ما جرى على الأولين * (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم) * لعله لازم مقولهم أو ما دل عليه إجمالا أقيم مقامه تقريرا لإلزام الحجة عليهم فكأنهم قالوا الله كما حكي عنهم في مواضع أخر وهو الذي من صفته ما سرد من الصفات ويجوز أن يكون مقولهم وما بعده استئناف * (الذي جعل لكم الأرض مهدا) * فتستقرون فيها وقرئ غير الكوفيون مهادا بالإلف * (وجعل لكم فيها سبلا) * تسلكونها * (لعلكم تهتدون) * لكي تهتدوا إلى مقاصدكم أو إلى حكمة الصانع بالنظر في ذلك * (والذي نزل من السماء ماء بقدر) * بمقدار ينفع ولا يضر * (فأنشرنا به بلدة ميتا) * مال عنه الماء وتذكيره لأن البلدة بمعنى البلد والمكان * (كذلك) * مثل ذلك الإنشار * (تخرجون) * تنشرون من قبوركم وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي * (تخرجون) * بفتح التاء وضم الراء * (والذي خلق الأزواج كلها) * أصناف المخلوقات * (وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون) * ما تركبونه على تغليب المتعدي بنفسه على المتعدي بغيره إذ يقال ركبت الدابة وركبت في السفينة أو المخلوق للركوب على المصنوع له أو الغالب على النادر ولذلك قال * (لتستووا على ظهوره) * أي ظهور ما تركبون وجمعه للمعنى * (ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه) * تذكروها بقلوبكم معترفين بها حامدين عليها * (وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) * مطيقين من أقرن الشيء إذا أطاقه وأصله وجد قرينته إذ الصعب لا يكون قرينته الضعيف وقرئ بالتشديد والمعنى واحد وعنه صلى الله عليه وسلم
(١٤٠)