وأوقعنا بينهم التفاوت في الرزق وغيره * (ليتخذ بعضهم بعضا سخريا) * ليستعمل بعضهم بعضا في حوائجهم فيحصل بينهم تآلف وتضام ينتظم بذلك نظام العالم لا لكمال في الموسع ولا لنقص في المقتر ثم إنه لا اعتراض لهم علينا في ذلك ولا تصرف فكيف يكون فيما هو أعلى منه * (ورحمة ربك) * يعني هذه النبوة وما يتبعها * (خير مما يجمعون) * من حطام الدنيا والعظيم من رزق منها لا منه * (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة) * لولا أن يرغبوا في الكفر إذا رأوا الكفار في سعة وتنعم لحبهم الدنيا فيجتمعوا عليه * (لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج) * ومصاعد جمع معراج وقرئ معاريج جمع معراج * (عليها يظهرون) * يعلون السطوح لحقارة الدنيا و * (لبيوتهم) * بدل من * (لمن) * بدل الاشتمال أو على كقولك وهبت له ثوبا لقميصه وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وسقفا اكتفاء بجميع البيوت وقرئ سقفا بالتخفيف وسقوفا وسقفا وهي لغة في سقف * (ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكؤون) * أي أبوابا وسررا من فضة * (وزخرفا) * وزينة عطف على * (سقفا) * أو ذهبا عطف على محل من فضة * (وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا) * إن هي المخففة واللام هي الفارقة وقرأ عاصم وحمزة وهشام بخلاف عنه لما بالتشديد بمعنى إلا وأن نافية وقرئ به مع أن وما * (والآخرة عند ربك للمتقين) * عن الكفر والمعاصي وفيه دلالة على أن العظيم هو العظيم في الآخرة لا في الدنيا وإشعار بما لأجله لم يجعل ذلك للمؤمنين حتى يجتمع الناس على الإيمان وهو أنه تمتع قليل بالإضافة إلى ما لهم في الآخرة مخل به في الأغلب لما فيه من الآفات قل من يتخلص عنها كما أشار إليه بقوله
(١٤٥)