مقامه ووضع الظاهر موضع المضمر في الثانية للدلالة على أن هذا الجنس مرسوم بكفران النعمة * (لله ملك السماوات والأرض) * فله أن يقسم النعمة والبلية كيف يشاء * (يخلق ما يشاء) * من غير لزوم ومجال اعتراض * (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور) * * (أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما) * بدل من * (يخلق) * بدل البعض والمعنى يجعل أحوال العباد في الأولاد مختلفة على مقتضى المشيئة فيهب لبعض إما صنفا واحدا من ذكر أو أنثى أو الصنفين جميعا ويعقم آخرين ولعل تقديم الإناث أكثر لتكثير النسل أو لأن مساق الآية للدلالة على أن الواقع ما يتعلق به مشيئة الله لا مشيئة الإنسان والإناث كذلك أو لأن الكلام في البلاء والعرب تعدهن بلاء أو لتطييب قلوب آبائهن أو للمحافظة على الفواصل ولذلك عرف الذكور أو لجبر التأخير وتغيير العاطف في الثلث لأنه قسيم المشترك بين القسمين ولم يحتج إليه الرابع لا فصاحة بأنه قسيم المشترك بين الأقسام المتقدمة * (إنه عليم قدير) * فيفعل ما يفعل بحكمه واختيار * (وما كان لبشر) * وما صح له * (أن يكلمه الله إلا وحيا) * كلاما خفيا يدرك لأنه بسرعة تمثيل ليس في ذاته مركبا من حروف مقطعة تتوقف على تموجات متعاقبة وهو ما يعم
(١٣٥)