تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٤١
أنه كان إذا وضع رجله في الركاب قال بسم الله فإذا استوى على الدابة قال الحمد لله على كل حال * (سبحان الذي سخر لنا هذا) * إلى قوله * (وإنا إلى ربنا لمنقلبون) * أي راجعون واتصاله بذلك لأن الركوب للتنقل والنقلة العظمى هو الانقلاب إلى الله تعالى أو لأنه مخطر فينبغي للراكب أن لا يغفل عنه ويستعد للقاء الله تعالى * (وجعلوا له من عباده جزءا) * متصل بقوله * (ولئن سألتهم) * أي وقد جعلوا له بعد ذلك الاعتراف من عباده ولدا فقالوا الملائكة بنات الله ولعله سماه جزءا كما سمي بعضا لأنه بضعة من الوالد دلالة على استحالته على الواحد الحق في ذاته وقرأ أبو بكر جزأ بضمتين * (إن الإنسان لكفور مبين) * ظاهر الكفران ومن ذلك نسبة الولد إلى الله لأنها من فرط الجهل به والتحقير لشأنه * (أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين) * معنى الهمزة في * (أم) * للإنكار والتعجب من شأنهم حيث لم يقنعوا بأن جعلوا له جزءا حتى جعلوا له من مخلوقاته أجزاء أخس مما اختير لهم وأبغض الأشياء إليهم بحيث إذا بشر أحدهم بها اشتد غمه به كما قال * (وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا) * بالجنس الذي جعله له مثلا إذ الولد لا بد وأن يماثل الوالد * (ظل وجهه مسودا) * صار وجهه أسود في الغاية لما يعتريه من الكآبة * (وهو كظيم) * مملوء قلبه من الكرب وفي ذلك دلالات على فساد ما قالوه وتعريف البنين بما مر في الذكور وقرئ مسود ومسواد على أن في ظل ضمير المبشر ووجهه مسود وقعت خبرا
(١٤١)
مفاتيح البحث: الجهل (1)، الضرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»