تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٢٩
وقيل نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ومودته لهم * (نزد له فيها حسنا) * في الحسنة بمضاعفة الثواب وقرئ يزد أي يزد الله وحسنى * (إن الله غفور) * لمن أذنب * (شكور) * لمن أطاع بتوفية الثواب والتفضل عليه بالزيادة * (أم يقولون) * بل أيقولون * (افترى على الله كذبا) * افترى محمد بدعوى النبوة أو القرآن * (فإن يشأ الله يختم على قلبك) * استبعاد للافتراء عن مثله بالإشعار على أنه إنما يجترىء عليه من كان مختوما على قلبه جاهلا بربه فأما من كان ذا بصيرة ومعرفة فلا وكأنه قال إن يشأ الله خذلانك يختم على قلبك لتجترىء بالافتراء عليه وقيل يختم على قلبك يمسك القرآن أو الوحي عنه أو يربط عليه بالصبر فلا يشق عليك أذاهم * (ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور) * استئناف لنفي الافتراء عما يقوله بأنه لو كان مفترى لمحقه إذ من عادته تعالى محو الباطل وإثبات الحق بوحيه أو بقضائه أو بوعده بمحو باطلهم وإثبات حقه بالقرآن أو بقضائه الذي لا مرد له وسقوط الواو من * (يمحو) * في بعض المصاحف لاتباع اللفظ كما في قوله تعالى * (ويدع الإنسان بالشر) * * (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) * بالتجاوز عما تابوا عنه والقبول يعدى إلى مفعول ثان بمن وعن لتضمنه معنى الأخذ والإبانة وقد عرفت حقيقة التوبة وعن علي رضي الله تعالى عنه هي اسم يقع على ستة معان على الماضي من الذنوب الندامة ولتضييع الفرائض الإعادة ورد المظالم وإذابة النفس في الطاعة كما ربيتها في المعصية وإذاقتها مرارة الطاعة كما أذقتها حلاوة المعصية والبكاء بدل كل ضحك ضحكته
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»