تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٤٤
آلهة تعبدونها غير الذي فطرني * (فإنه سيهدين) * سيثبتني على الهداية أو سيهديني إلى ما وراء ما هداني إليه * (وجعلها) * وجعل إبراهيم عليه الصلاة والسلام أو الله كلمة التوحيد * (كلمة باقية في عقبه) * في ذريته فيكون فيهم أبدا من يوحد الله ويدعو إلى توحيده وقرئ * (كلمة) * و * (في عقبه) * على التخفيف و في عاقبه أي فيمن عقبه * (لعلهم يرجعون) * يرجع من أشرك بدعاء من وحد * (بل متعت هؤلاء وآباءهم) * هؤلاء المعاصرين للرسول صلى الله عليه وسلم من قريش وآباءهم بالمد في العمر والنعمة فاغتلاوا لذلك وانهمكوا في الشهوات وقرئ منعت بالفتح على أنه تعالى اعترض به على ذاته في قوله * (وجعلها كلمة باقية) * مبالغة في تعييرهم * (حتى جاءهم الحق) * أو * (مبين) * للتوحيد بالحجج والآيات * (ولما جاءهم الحق) * لينبههم عن غفلتهم * (قالوا هذا سحر وإنا به كافرون) * زادوا شرارة فضموا إلى شركهم معاندة الحق والاستخفاف به فسموا القرآن سحرا وكفروا به واستحقروا الرسول * (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين) * من إحدى القريتين مكة والطائف * (عظيم) * بالجاه والمال كالوليد بن المغيرة وعروة بن مسعود الثقفي فإن الرسالة منصب عظيم لا يليق إلا بعظيم ولم يعلموا أنها رتبة روحانية تستدعي عظم النفس بالتحلي بالفضائل والكمالات القدسية لا التزخرف بالزخارف الدنيوية * (أهم يقسمون رحمة ربك) * إنكار فيه تجهيل وتعجيب من تحكمهم والمراد بالرحمة النبوة * (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) * وهو عاجزون عن تدبيرها وهي خويصة أمرهم في دنياهم فمن أين لهم أن يدبروا أمر النبوة التي هي أعلى المراتب الإنسية وإطلاق المعيشة يقتضي أن يكون حلالها وحرامها من الله * (ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات) *
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»