تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٤٠٦
وهو القيام من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الانتصاب في الأمر خالصا لوجه الله معرضا عن المراء والتقليد * (مثنى وفرادى) * متفرقين اثنين اثنين وواحدا واحدا فإن الازدحام يشوش الخاطر وبخلط القول * (ثم تتفكروا) * في أمر محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به لتعلموا حقيقته ومحله الجر على البدل أو البيان أو الرفع أو النصب بإضمار هو اعني * (ما بصاحبكم من جنة) * فتعلموا ما به من جنون يحمله على ذلك أو استئناف منبه لهم على أن ما عرفوا من رجاحة عقله كاف في ترجيح صدقه فإنه لا يدعه أن يتصدى لادعاء أمر خطير وخطب عظيم من غير تحقق ووثوق ببرهان فيفتضح على رؤوس الاشهاد ويلقي نفسه إلى الهلاك فكيف وقد انضم إليه معجزات كثيرة وقيل * (ما) * استفهامية والمعنى ثم تتفكروا أي شيء به من آثار الجنون * (إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد) * قدامه لأنه مبعوث في نسيم الساعة * (قل ما سألتكم من أجر) * أي شيء سألتكم من اجر على الرسالة * (فهو لكم) * والمراد نفي السؤال عنه كأن جعل التنبي مستلزما أحد الأمرين أما الجنون واما توقع نفع دنيوي عليه لأنه أما أن يكون لغرض أو لغيره وأيا ما كان يلزم أحدهما ثم نفى كلا منهما وقيل * (ما) * موصولة مراد بها ما سألهم بقوله * (ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا) * وقوله * (لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * واتخاذ السبيل ينفعهم وقرباه قرباهم * (إن أجري إلا على الله وهو على كل شيء شهيد) * مطلع يعلم صدقي وخلوص نيتي وقرأ ابن كثير وأبو بكر وحمزة والكسائي بإسكان الياء * (قل إن ربي يقذف بالحق) * يلقيه وينزله على من يجتبيه من عباده أو يرمي به الباطل فيدمغه أو يرمي به إلى أقطار الأفاق فيكون وعدا بإظهار الإسلام وافشائه وقرأ نافع وأبو عمرو بفتح الياء * (علام الغيوب) * صفة محمولة على محل * (إن) * واسمها أو بدل نم المستكن في * (يقذف) * أو خبر ثان أو خبر محذوف وقرئ بالنصب صفة ل * (ربي) * أو مقدرا بأعني وقرأ حمزة أبو بكر * (الغيوب) * بالكسر كالبيوت وبالضم كالعشور وقرئ بالفتح كالصبور على أنه مبالغة غائب
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»