تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٤٠٥
الضمير الأول للإنس أو للمشركين والأكثر بمعنى الكل والثاني ل * (الجن) * * (فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا) * إذ الأمر فيه كله له لان الدار دار جزاء وهو المجازي وحده * (ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون) * عطف على * (لا يملك) * مبين للمقصود من تمهيده * (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا) * يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم * (إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم) * فيستتبعكم بما يستبدعه * (وقالوا ما هذا) * يعنون القرآن * (إلا إفك) * لعدم مطابقة ما فيه الواقع * (مفترى) * بإضافته إلى الله سبحانه وتعالى * (وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم) * لأمر النبوة أو للإسلام أو للقرآن والأول باعتبار معناه وهذا باعتبار لفظه واعجازه * (إن هذا إلا سحر مبين) * ظاهر سحريته وفي تكرير الفعل والتصريح بذكر الكفرة وما في اللامين من الإشارة إلى القائلين والمقول فيه وما في * (لما) * من المبادهة إلى البت بهذا القول انكار عظيم له وتعجيب بليغ منه * (وما آتيناهم من كتب يدرسونها) * فيها دليل على صحة الاشراك * (وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير) * يدعوهم إليه وينذرهم على تركه وقد بان من قبل أن لا وجه له فمن أين وقع لهم هذه الشبهة وهذا في غاية التجهيل لهم والتسفيه لرأيهم ثم هددهم فقال * (وكذب الذين من قبلهم) * كما كذبوا * (وما بلغوا معشار ما آتيناهم) * وما بلغ هؤلاء عشر ما آتينا أولئك من القوة وطول العمر وكثرة المال أو ما بلغ أولئك عشر ما آتينا هؤلاء من البينات والهدى * (فكذبوا رسلي فكيف كان نكير) * فحين كذبوا رسلي جاءهم انكاري بالتدمير فكيف كان نكيري لهم فليحذر هؤلاء من مثله ولا تكرير في كذب لان الأول للتكثير والثاني للتكذيب أو الأول مطلق والثاني مقيد ولذلك عطف عليه بالفاء * (قل إنما أعظكم بواحدة) * أرشدكم وانصح لكم بخصلة واحدة هي ما دل عليه * (أن تقوموا لله) *
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»