تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٤١٢
ذهبت نفسك عليهم حسرة فحذف الجواب لدلالة * (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) * عليه ومعناه فلا تهلك نفسك عليهم للحسرات على غيرهم واصرارهم على التذيب والفاءات الثلاث للسببية غير أن الأوليين دخلتا على السبب والثالثة دخلت على المسبب وجمع احلسرات للدلالة على تضاعف اغتمامه على أحوالهم أو كثرة مساوي افعالهم المقتضية للتأسف وعليهم ليس صلة لها لان صلة المصدر لا تتقدمه بل صلة تذهب أو بيان للمتحسر عليه * (إن الله عليم بما يصنعون) * فيجازيهم عليه * (والله الذي أرسل الرياح) * وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي الريح * (فتثير سحابا) * على حكاية الحال الماضية استحضارا لتلك الصورة البديعة الدالة على كمال الحكمة ولان المراد بيان احداثها بهذه الخاصية ولذلك اسنده إليها ويجوز أن يكون اختلاف الأفعال للدلالة على استمرار الأمر * (فسقناه إلى بلد ميت) * وقرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص بالتشديد * (فأحيينا به الأرض) * بالمطر النازل منه وذكر السحاب كذكره أو بالسحاب فإنه سبب السبب أو الصائر مطرا * (بعد موتها) * بعد يبسها والعدول فيهما من الغيبة إلى ما هو ادخل في الاختصاص لما فيهما من مزيد الصنع * (كذلك النشور) * أي مثل أحياء الموات نشور الأموات في صحة المقدورية إذ ليس بينهما إلا احتمال اختلاف
(٤١٢)
مفاتيح البحث: السب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»