تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٤١
وقيل السحاب لأنه إذا كان * (مصفرا) * لم يمطر والام موطئة للقسم دخلت على حرف الشرط وقوله * (لظلوا من بعده يكفرون) * جواب سد مسد الجزاء ولذلك فسر بالاستقبال وهذه الآية ناعية على الكفار بقلة تثبتهم وعدم تدبرهم وسرعة تزلزلهم لعدم تفكرهم وسوء رأيهم فإن النظر السري يقتضي أن يتوكلوا على الله ويلتجئوا إليه بالاستغفار إذا احتبس القطر عنهم ولا ييأسوا من رحمته وأن يبادروا إلى الشكر والاستدامة بالطاعة إذا أصابهم برحمته ولم يفرطوا في الاستبشار وأن يصبروا على بلائه إذا ضرب زرعهم بالاصفرار ولا يكفروا نعمه * (فإنك لا تسمع الموتى) * وهم مثلهم لما سدوا عن الحق مشاعرهم * (ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين) * قيد الحكم به ليكون أشد استحالة فإن الأصم المقبل وإن لم يسمع الكلام يفطن منه بواسطة الحركات شيئا وقرأ ابن كثير بالياء مفتوحة ورفع * (الصم) * * (وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم) * سماهم عميا لفقدهم المقصود الحقيقي من الأبصار أو لعمى قلوبهم وقرأ حمزة وحده * (تهدي العمي) * * (إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا) * فإن إيمانهم يدعوهم إلى تلقي اللفظ وتدبر المعنى ويجوز أن يراد بالمؤمن المشارف للإيمان * (فهم مسلمون) * لما تأمرهم به * (الله الذي خلقكم من ضعف) * أي ابتدأكم ضعفاء وجعل الضعف أساس أمركم كقوله * (وخلق الإنسان ضعيفا) * أو خلقكم من أصل ضعيف وهو النطفة * (ثم جعل من بعد ضعف قوة) * وذلك إذا بلغتم الحلم أو تعلق بأبدانكم الروح * (ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة) * إذا أخذ منكم السن وفتح عاصم وحمزة الضاد في جميعها والضم أقوى لقول ابن عمر رضي الله عنهما قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضعف فأقرأني من ضعف وهما لغتان كالفقر والفقر والتنكير مع التكرير لأن المتأخر ليس عين المتقدم
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»