تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٣
* (ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله) * منامكم في الزمنين لاستراحة القوى النفسانية وتقوي القوى الطبيعية وطلب معاشكم فيها أو منامكم بالليل وابتغاؤكم بالنهار فلف وضم بين الزمانين والفعلين بعاطفين اشعارا بأن كلا من الزمانين وإن اختص بإحداهما فهو صالح للاخر عند الحاجة ويؤيده سائر الآيات الواردة فيه * (إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون) * سماع نفهم واستبصار فإن الحكمة فيه ظاهرة * (ومن آياته يريكم البرق) * مقدر بأن المصدرية كقوله (إلا ايهذا الزاجري احضر الوغى وأن اشهد اللذات هل أنت مخلدي) أو الفعل فيه منزلة المصدر كقولهم تسمع بالمعيدي خير م أن تراه أو صفة لمحذوف تقديره آية يريكم بها البرق كقوله (فما الدهر إلا تارتان فمنهما أموت وأخرى ابتغي العيش اكدح) * (خوفا) * من الصاعقة للمسافر * (وطمعا) * في الغيث للمقيم ونصبهما على العلة لفعل يلزم المذكور فإن اراءتهم تستلزم رؤيتهم أو له على تقدير مضاف نحو إرادة خوف وطمع أو تأويل الخوف والطمع بالإخافة والأطماع كقولك فعلته رغما للشيطان أو على الحال مثل كلمته شفاها * (وينزل من السماء ماء) * وقرئ بالتشديد * (فيحيي به الأرض) * بالنبات * (بعد موتها) * يبسها * (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) * يستعملون عقولهم في استنباط أسبابها وكيفية تكونها ليظهر لهم كمال قدرة الصانع وحكمته * (ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره) * قيامهما بإقامته لهما وارادته لقيامهما في حيزيها المعينين من غير مقيم محسوس والتعبير بالأمر للمبالغة في كمال القدرة والغنى عن الآلة * (ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون) * عطف على * (أن تقوم) * على تأويل مفرد كأنه قيل ومن آياته قيام السماوات والأرض بأمره ثم خروجكم من القبور * (إذا دعاكم دعوة) * واحد فيقول أيها الموتى اخرجوا والمراد تشبيه سرعة ترتب حصول ذلك على تعلق ارادته بلا توقف واحتياج إلى تجشم عمل بسرعة ترتب إجابة الداعي المطاع
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»