تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٨
ظاهرها فإن من العلم بظاهرها معرفة حقائقها وصفاتها وخصائصها وأفعالها وأسبابها وكيفية صدورها منها وكيفية التصرف فيها ولذلك نكر ظاهرا واما باطنها فإنها خاز إلى الآخرة ووصلة إلى نيلها وانموذج لأحوالها واشعارا بأنه لا فرق بين عدم العلم والعلم الذي يختص بظاهر الدنيا * (أو لم يتفكروا في أنفسهم) * أو لم يحدثوا التفكر فيها أو أو لم يتفكروا في أمر أنفسهم فإنها أقرب إليهم من غيرها ومرآة يجتلى فيها للمستبصر ما يجتلى له في الممكنات بأسرها ليتحقق لهم قدرة مبدعها على إعادتها مثل قدرته على ابدائها * (ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق) * متعلق بقول أو علم محذوف يدل عليه الكلام * (وأجل مسمى) * تنتهي عنده ولا تبقى بعده * (وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم) * بلقاء جزائه عند انقضاء الأجل المسمى أو قيام لاساعة * (لكافرون) * جاحدون يحسبون أن الدنيا أبدية وان الآخرة لا تكون * (أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) * تقرير لسيرهم في أقطار الأرض ونظرهم في آثار المدمرين قبلهم * (كانوا أشد منهم قوة) * كعاد وثمود * (وأثاروا الأرض) * وقلبوا وجهها لاستنباط المياه واستخراج المعادن وزرع البذور وغيرها * (وعمروها) * وعمروا الأرض * (أكثر مما عمروها) * من عمارة أهل مكة إياها فإنهم أهل واد غير ذي زرع لا تبسط لهم في غيرها وفيه تهكم بهم من حيث إنهم مغترون بالدنيا مفتخرون بها وهم أضعف حالا فيها إذ مدار أمرها على التبسط في البلاد والتسلط على العباد والتصرف في أقطار الأرض بأنواع العمارة وهم ضعفاء ملجئون إلى دار لا نفع لها * (وجاءتهم رسلهم بالبينات) * بالمعجزات أو الآيات الواضحات * (فما كان الله ليظلمهم) *
(٣٢٨)
مفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»