والأرض ففيها من يعلم الغيب مبالغة في نفيه عنهم أو متصل على أن المراد ممن في السماوات والأرض من تعلق علمه بها واطلع عليها اطلاع الحاضر فيها فإنه يعم الله تعالى وأولي العلم من خلقه وهو موصول أو موصوف * (وما يشعرون أيان يبعثون) * متى ينشرون مركبة من أي وآن وقرئت بكسر الهمزة والضمير لمن وقيل للكفرة * (بل ادارك علمهم في الآخرة) * لما نفى عنهم علم الغيب واكد ذلك بنفي شعورهم بما هو مآلهم لا محالة بالغة فيه بأن أضرب عنه وبين أن ما انتهى وتكامل فيه أسباب علمهم من الحجج والآيات هو أن القيامة كائنة لا محالة لا يعلمونه كما ينبغي * (بل هم في شك منها) * كمن تحير في الأمر لا يجد عليه دليلا * (بل هم منها عمون) * لا يدركون دلائلها لاختلال بصيرتهم وهذا وإن اختص بالمشركين ممن في السماوات والأرض نسب إلى جميعهم كما يسند فعل البعض إلى الكل والاضرابات الثلاث تنزيل لأحوالهم وقل الأول اضراب عن نفي الشعور بوقت القيامة عنهم إلى وصفهم باستحكام علمهم في أمر الآخرة تهكما بهم وقيل أدرك بمعنى انتهى واضمحل من قولهم أدركت الثمرة لأن تلك غايتها التي عندها تعدم وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص (بل ادراك) بمعنى تتابع حتى استحكم أو تتابع حي انقطع من تدارك بنو فلان إذا تتابعوا في الهلاك وأبو بكر أدرك واصلهما تفاعل وافتعل وقرئ (أأدرك) بهمزتين و (آأدرك) بألف بينهما و (بل أدرك) و (بل تدارك) و (بلى أأدرك) و (أم إدراك) أو (تدارك) وما فيه استفهام صريح أو مضمن من ذلك فإنكار وما فيه بلى فإثبات لشعورهم وتفسير له بالادراك على التهكم وما بعده اضراب عن التفسير مبالغة في نفيه ودلالة على أن شعورهم بها أنهم شاكون فيها * (بل) * إنهم * (منها عمون) * أو رد وانكار لشعورهم
(٢٧٥)