تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٨٦
الغرض الأصلي من الرد علمها بذلك وما سواه تبع وفيه تعريض بما فرط منها حين سمعت بوقوعه في يد فرعون * (ولما بلغ أشده) * مبلغه الذي لا يزيد عليه نشؤه وذلك من ثلاثين إلى أربعين سنة فإن العقل يكمل حينئذ وروي انه لم يبعث نبي إلا على رأس الأربعين سنة * (واستوى) * قده أو عقله * (آتيناه حكما) * أي نبوة * (وعلما) * بالدين أو علم الحكماء والعلماء سمتهم قبل استنبائه فلا يقول ولا يفعل ما يستجهل فيه وهو أوفق لنظم القصة لان الاستنباء بعد الهجرة في المراجعة * (وكذلك) * ومثل الذي فعلنا بموسى وأمه * (نجزي المحسنين) * على احسانهم * (ودخل المدينة) * ودخل مصر آتيا من قصر فرعون وقيل منف أو حائين أو عين شمس من نوماحيها * (على حين غفلة من أهلها) * في وقت لا يعتاد دخولها ولا يتوقعونه فيه قيل كان وقت القيلولة وقيل بين العشاءين * (فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه) * أحدهما ممن شايعه على دينه وهم بنو إسرائيل والآخر من مخالفين وهم القبط والإشارة على الحكاية * (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي) * هو * (من عدوه) * فسأله أن يغيثه بالإعانة ولذلك عدي ب * (على) * وقرئ (استعانه) * (فوكزه موسى) * فضرب القبطي بجمع كفه وقرئ فلكزه أي فضرب به صدره * (فقضى عليه) * فقتله واصله فأنهى حياته من قوله * (وقضينا إليه ذلك الأمر) * * (قال هذا من عمل الشيطان) * لأنه لم يؤمر بقتل الكفار أو لأنه كان مأمونا فيهم فلم يكن له اغتيالهم ولا يقدح ذلك في عصمته لكونه خطأ وإنما عده من عمل الشيطان وسماه ظلما واستغفر منه على عادتهم
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»