تعالى من الاضطرار وهو افتعال من الضرورة واللام فيه للجنس لا للاستغراق فلا يلزم منه إجابة كل مضطر * (ويكشف السوء) * ويدفع عن الإنسان ما يسوءه * (ويجعلكم خلفاء الأرض) * خلفاء فيها بأن ورثكم سكناها والتصرف فيها ممن قبلكم * (أإله مع الله) * الذي خصكم بهذه النعم العامة والخاصة * (قليلا ما تذكرون) * أي تذكرون آلاءه تذكرا قليلا وما مزيدة والمراد بالقلة العدم أو الحقارة المزيحة للفائدة وقرأ أبو عمرو وهشام وروح بالياء وحمزة والكسائي وحفص بالتاء وتخفيف الذال * (أم من يهديكم في ظلمات البر والبحر) * بالنجوم وعلامات الأرض وال * (ظلمات) * ظلمات الليالي واضافتها إلى * (البر والبحر) * للملابسة أو مشتبهات الطرق يقال طريقة ظلماء وعمياء للتي لا منار بها * (ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته) * يعني المطر ولو صح أن السبب الأكثر في تكون الرياح معاودة الأدخنة الصاعدة من الطبقة الباردة لانكسار حرها وتمويجها الهواء فلا شك أن الأسباب الفاعلية والقابلية لذلك من خلق الله تعالى والفاعل للسبب فعل للمسبب * (أإله مع الله) * يقدر على مثل ذلك * (تعالى الله عما يشركون) * تعالى الله القادر الخالق عن مشاركة العاجز المخلوق * (أم من يبدأ الخلق ثم يعيده) * والكفرة وإن أنكروا الإعادة فهم محجوجون بالحجج الدالة عليها * (ومن يرزقكم من السماء والأرض) * أي بأسباب سماوية وأرضية * (أإله مع الله) * يفعل ذلك * (قل هاتوا برهانكم) * على أن غيره يقدر على شيء من ذلك * (إن كنتم صادقين) * في إشراككم فإن كمال القدرة من لوازم الألوهية * (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) * لما بين اختصاصه تعالى بالقدرة التامة الفائقة العامة اتبعه ما هو كاللازم له وهو التفرد بعلم الغيب والاستثناء منقطع ورفع المستثنى على اللغة التميمية للدلالة على أنه تعالى إن كان ممن في السماوات
(٢٧٤)