تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٧٩
للمصدقين المكذبين * (فهم يوزعون) * يحبس أولهم على آخرهم ليتلاحقوا وهو عبارة عن كثرة عددهم وتباعد أطرافهم * (حتى إذا جاؤوا) * إلى المحشر * (قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما) * الواو للحال أي اكذبتم بها بادئ الرأي غير ناظرين فيها نظرا يحيط علمكم بكنهها وأنها حقيقة بالتصديق أو التكذيب أو للعطف أي اجمعتم بين التكذيب بها وعدم القاء الأذهان لتحققها * (أم ماذا كنتم تعملون) * أم أي شيء كنتم تعملونه بعد ذلك وهو للتبكيت إذ لم يفعوا غير التكذيب من الجهل فلا يقدرون أن يقولوا فعلنا غير ذلك * (ووقع القول عليهم) * حل بهم العذاب الموعود وهو كبهم في النار بعد ذلك * (بما ظلموا) * بسبب ظلمهم وهو التكذيب بآيات الله * (فهم لا ينطقون) * باعتذار لشغلهم بالعذاب * (ألم يروا) * ليتحقق لهم التوحيد ويرشدهم إلى تجويز الحشر وبعثة الرسل لأن تعاقب النور والظلمة إلى وجه مخصوص غير متعين بذاته لا يكون إلا بقدرة قاهر وان من قدر على إبدال الظلمة بالنور في مادة واحدة قدر على إبدال الموت بالحياة في مواد الأبدان وان من جعل النهار ليبصروا فيه سببا من أسباب معاشهم لعله لا يخل بما هو مناط جميع مصالحهم في معاشهم ومعادهم * (أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه) * بالنوم والقرار * (والنهار مبصرا) * فإن أصله ليبصروا فيه فبولغ فيه بجعل الابصار حالا من أحواله المجعول عليها بحيث لا ينفك عنها * (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) * لدلاتها على الأمور الثلاثة * (ويوم ينفخ في الصور) * في الصور أو القرن وقيل إنه تمثيل لانبعاث الموتى بانبعاث الجيش إذا نفخ في البوق * (ففزع من في السماوات ومن في الأرض) * من الهول وعبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه * (إلا من شاء الله) * أن لا يفزع بأن يثبت قلبه قيل هم
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»