تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٨
لا طاقة لهم بمقاومتها ولا قدرة لهم على مقابلتها وقرئ * (بهم) * * (ولنخرجنهم منها) * من سبأ * (أذلة) * بذهاب ما كانوا فيه من العز * (وهم صاغرون) * أسراء مهانون * (قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها) * أراد بذلك أن يريها بعض ما خصه الله تعالى به من العجائب الدالة على عظم القدرة وصدقه في دعوى النبوة ويختبر عقلها بأن ينكر عرشها فينظر أتعرفه أم تنكره * (قبل أن يأتوني مسلمين) * فإنها إذا أتت مسلمة لم يحل اخذه إلا برضاها * (قال عفريت) * خبيث مارد * (من الجن) * بيان له لأنه يقال للرجل الخبيث المنكر المعفر أقرانه وكان اسمه ذكوان أو صخرا * (أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك) * من مجلسك للحكومة وكان يجلس إلى نصف النهار * (وإني عليه) * على حمله * (لقوي أمين) * لا أختزل منه شيئا ولا أبدله * (قال الذي عنده علم من الكتاب) * آصف بن برخيا وزيره أو الخضر أو جبريل عليهما السلام أو ملك أيده الله به أو سليمان عليه السلام نفسه فيكون التعبير عنه بذلك للدلالة على شرف العلم وأن هذه الكرامة كانت بسببه والخطاب في * (أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) * للعفريت كأنه استبطأه فقال له ذلك أو أراد اظهار معجزة في نقله فتحداهم أولا ثم أراهم انه يتأتى له ما لا يتأتى لعفاريت الجن فضلا عن غيرهم والمراد ب * (الكتاب) * جنس الكتب المنزلة أو اللوح و * (آتيك) * في الموضعين صالح للفعلية والاسمية والطرف تحريك الأجفان للنظر فوضع موضعه ولما كان الناظر يوصف بإرسال الطرف كما في قوله (وكنت إذا أرسلت طرفك رائدا لقلبك يوما أتعبتك المناظر)
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»