ذلك من الإهانة والأسر * (وكذلك يفعلون) * تأكيد لما وصفت من حالهم وتقرير بأن ذلك من عاداتهم الثابتة المستمرة أو تصديق لها من الله عز وجل * (وإني مرسلة إليهم بهدية) * بيان لما ترى تقديمه في المصالحة والمعنى إني مرسلة رسلا بهدية ادفعه بها عن ملكي * (فناظرة بم يرجع المرسلون) * من حاله حتى اعمل بحسب ذلك روي إنها بعثت منذر بن عمرو في وفد وأرسلت معهم غلمانا على زي الجواري وجواري على زي الغلمان وحقا في درة عذراء وجزعة معوجة الثقب وقالت إن كان نبيا ميز بين الغلمان والجواري وثقب الدرة ثقبا مستويا وسلك في الخرزة خيطا فلما وصلوا إلى معسكره ورأوا عظمة شأنه تقاصرت إليهم نفوسهم فلما وقفوا بين يديه وقد سبقهم جبريل بالحال فطلب الحق وأخبر عما فيه فأمر الأرضة فأخذت شعرة ونفذت في الدرة وأمر دودة بيضاء فأخذت الخيط ونفذت في الجزعة ودعا بالماء فكانت الجارية تأخذ الماء بيدها فتجعله في الأخرى ثم تضرب به وجهها والغلام كما يأخذه يضرب به وجهه ثم رد الهدية * (فلما جاء سليمان) * أي الرسول أو ما أهدت إليه وقرئ (فلما جاؤوا) * (قال أتمدونن بمال) * خطاب للرسول ومن معه أو للرسول والمرسل على تغليب المخاطب وقرأ حمزة ويعقوب بالادغام وقرئ بنون واحدة وبنونين وحذف الياء (فلما آتاني الله) من النبوة والملك الذي لا مزيد عليه وقرأ نافع وأبو عمرو وحفص بفتح الياء والباقون بإسكانها بإمالتها الكسائي وحده * (خير مما آتاكم) * فلا حاجة لي إلى هديتكم ولا وقع لها عندي * (بل أنتم بهديتكم تفرحون) * لأنكم لا تعلمون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا فتفرحون بما يهدى إليكم حبا لزيادة أموالكم أو بما تهدونه افتخارا على أمثالكم والاضراب عن انكار الامداد بالمال عليه وتقليله إلى بيان السبب الذي حملهم عليه وهو قياس حاله على حالهم في قصور الهمة بالدنيا والزيادة فيها * (أرجع) * أيها الرسول * (إليهم) * إلى بلقيس وقومها * (فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها) *
(٢٦٧)