تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٣
الروح فذاك وإن أراد به العضو فتخصيصه لأن المعاني الروحانية إنما تنزل أولا على الروح ثم تنقل منه إلى القلب لما بينهما من التعلق ثم تتصعد منه إلى الدماغ فينتفش بها لوح المتخيلة و * (الروح الأمين) * جبريل عليه الصلاة والسلام فإنه أمين الله على وحيه وقرأ ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي بتشديد الزاي ونصب * (الروح الأمين) * * (لتكون من المنذرين) * عما يؤدي إلى عذاب من فعل أو ترك * (بلسان عربي مبين) * واضح المعنى لئلا يقولوا ما نصنع بما لا نفهمه فهو متعلق ب * (نزل) * ويجوز أن يتعلق بالمنذرين أي لتكون ممن أنذروا بلغة العرب وهم هود وصالح وإسماعيل وشعيب ومحمد عليهم الصلاة والسلام * (وإنه لفي زبر الأولين) * وإن ذكره أو معناه لفي الكتب المتقدمة * (أو لم يكن لهم آية) * على صحة القرآن أو نبوة محمد صلى الله عليه وسلم * (أن يعلمه علماء بني إسرائيل) * أن يعرفوه بنعته المذكور فيكتبهم وهو تقرير لكونه دليلا وقرأ ابن عامر تكن بالتاء و * (آية) * بالرفع على أنها الاسم والخبر * (لهم) * و * (أن يعلمه) * بدل أو الفاعل و * (أن يعلمه) * بدل و هم حال أو أن الاسم ضمير القصة و * (آية) * خبر * (أن يعلمه) * والجملة خبرتكن * (ولو نزلناه على بعض الأعجمين) * كما هو زيادة في إعجازه أو بلغة العجم * (فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين) * لفرط عنادهم واستكبارهم أو لعدم فهمهم واستنكافهم من أتباع العجم و * (الأعجمين) * جمع أعجمي على التخفيف ولذلك جمع جمع السلامة * (كذلك سلكناه) * أدخلناه * (في قلوب المجرمين) * والضمير للكفر المدلول عليه بقوله * (ما كانوا به مؤمنين) * فتدل الآية على أنه بخلق الله وقيل للقرآن أي أدخلناه فيها فعرفوا معانيه وإعجازه ثم لم يؤمنوا به عنادا * (لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم) * الملجىء إلى الإيمان * (فيأتيهم بغتة) * في الدنيا والآخرة * (وهم لا يشعرون) * بإتيانه
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»