تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٠
نصيب من الماء كالسقي وألقيت للحظ من السقي والقوت وقرئ بالضم * (ولكم شرب يوم معلوم) * فاقتصروا على شربكم ولا تزاحموها في شربها * (ولا تمسوها بسوء) * كضرب وعقر * (فيأخذكم عذاب يوم عظيم) * عظم اليوم لعظم ما يحل فيه وهو أبلغ من تعظيم العذاب * (فعقروها) * أسند العقر إلى كلهم لأن عاقرها إنما عقرها برضاهم ولذلك أخذوا جميعا * (فأصبحوا نادمين) * على عقرها خوفا من حلول العذاب لا توبة أو عند معاينة العذاب ولذلك لا ينفعهم * (فأخذهم العذاب) * أي العذاب الموعود * (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين) * في نفي الإيمان عن أكثرهم في هذا المعرض إيماء بأنه لو آمن أكثرهم أو شطرهم لما أخذوا بالعذاب وإن قريشا إنما عصموا من مثل ببركة من آمن منهم * (وإن ربك لهو العزيز الرحيم كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون) * * (وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين أتأتون الذكران من العالمين) * أتأتون من بين عداكم من العالمين الذكران لا يشارككم فيه غيركم أو أتأتون الذكران من أولاد آدم مع كثرتهم وغلبة الإناث فيهم كأنهن قد أعوزنكم فالمراد ب * (العالمين) * على الأول كل من ينكح وعلى الثاني الناس * (وتذرون ما خلق لكم) * لأجل استمتاعكم * (ربكم من أزواجكم) * للبيان إن أريد به جنس الإناث أو للتبعيض إن أريد به العضو المباح منهن فيكون تعريضا بأنهم كانوا يفعلون مثل ذلك بنسائهم أيضا * (بل أنتم قوم عادون) * متجاوزون عن حد الشهوة حيث زادوا على سائر الناس بل الحيوانات أو مفرطون في المعاصي وهذا من جملة ذاك أو أحقاء بأن توصفوا بالعدوان لارتكابكم هذه الجريمة
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»