تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٤٨
بروج الحمام أو بنيانا يجتمعون إليه للعبث بمن يمر عليهم أو قصورا يفتخرون بها * (وتتخذون مصانع) * مآخذ الماء وقيل فصورا مشيدة وحصونا * (لعلكم تخلدون) * فتحكمون بنيانها * (وإذا بطشتم) * بسيف أو سوط * (بطشتم جبارين) * متسلطين غاشمين بلا رأفة ولا قصد تأديب ونظر في العاقبة * (فاتقوا الله) * بترك هذه الأشياء * (وأطيعون) * فيما أدعوكم إليه فإنه أنفع لكم * (واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون) * كرره مرتبا على إمداد الله تعالى إياهم بما يعرفونه من أنواع النعم تعليلا وتنبيها على الوعد عليه بدوام الإمداد والوعيد على تركه بالانقطاع ثم فصل بعض تلك النعم كما فصل بعض مساويهم المدلول عليها إجمالا بالإنكار في * (ألا تتقون) * مبالغة في الإيقاظ والحث على التقوى فقال * (أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون) * ثم أوعدهم فقال * (إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) * في الدنيا والآخرة فإنه كما قدر على الانتقام * (قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين) * فإنا لا نرعوي عما نحن عليه وتغيير شق النفي عما تقتضيه المقابلة للمبالغة في قلة اعتدادهم بوعظه * (إن هذا إلا خلق الأولين) * ما هذا الذي جئتنا به إلا كذب الأولين أو ما خلقنا هذا إلا خلقهم نحيا ونموت مثلهم ولا بعث ولا حساب وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة * (خلق الأولين) * بضمتين أي ما هذا الذي جئت به إلا عادة الأولين كانوا يلفقون مثله أو ما هذا الذي نحن عليه من الدين إلا خلق الأولين وعادتهم ونحن بهم مقتدون أو ما هذا الذي نحن عليه من الحياة والموت إلا عادة قديمة لم تزل الناس عليها * (وما نحن بمعذبين) * على نحن عليه * (فكذبوه فأهلكناهم) * بسبب التكذيب بريح صرصر * (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين) *
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»