تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٣
قدم عليها إحياء الأرض فإنه سبب لحياتها وتعيشها وقرئ (نسقيه) بالفتح وسقى وأسقى لغتان وقيل أسقاه جعل الله له سقيا * (وأناسي) * بحذف ياء وهو جمع إنسي أو إنسان كظرابي فظربان على أن أصله أناسين فقلبت النون ياء * (ولقد صرفناه بينهم) * صرفنا هذا القول بين الناس في القرآن الكريم وسائر الكتب أو لامطر بينهم في البلدان المختلفة والأوقات المتغايرة وعلى الصفات المتفاوتة من وابل وطل وغيرهما وعن ابن عباس رضي الله عنه ما عام أمطر من عام ولكن الله قسم ذلك بين عباده على ما شاء وتلا هذه الآية أو في الأنهار والمنافع * (ليذكروا) * ليتفكروا ويعرفوا كمال القدرة وحق النعمة في ذلك ويقوموابشكره أو ليعتبروا بالصرف عنهم وإليهم * (فأبى أكثر الناس إلا كفورا) * إلا كفران النعمة وقلة الاكتراث لها أو جحودها بأن يقولوا مطرنا بنوء كذا ومن لا يرى الأمطار إلا من الأنواء كان كافرا بخلاف من يرى أنها من خلق الله والأنواء وسائط وأمارات بجعله تعالى * (ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا) * نبيا ينذر أهلها فيخف عليك أعباء النبوة لكن قصرنا الأمر عليك إجلالالك وتعظيما لشأنك وتفضيلا لك على سائر الرسل فقابل ذلك بالثبات والاجتهاد في الدعوة وإظهار الحق
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»