تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٤
* (فلا تطع الكافرين) * فيما يريدونك عليه وهو تهييج له عليه الصلاة والسلام وللمؤمنين * (وجاهدهم به) * بالقرآن أو بترك طاعتهم الذي يدل عليه فلا تطع والمعنى إنهم يجتهدون في إبطال حقك فقابلهم بالاجتهاد في مخالفتهم وإزاحة باطلهم * (جهادا كبيرا) * لأن مجاهدة السفهاء بالحجج أكبر من مجاهدة الأعداء بالسيف أو لأن مخالفتهم ومعاداتهم فيما بين أظهرهم مع عتوهم وظهورهم أو لأنه جهاد مع كل الكفرة لأنه مبعوث إلى كافة القرى * (وهو الذي مرج البحرين) * خلاهما متجاورين متلاصقين بحيث لا يتمازجان من مرج ذابته إذا خلاها * (هذا عذب فرات) * قامع للعطش من فرط عذوبته * (وهذا ملح أجاج) * بليغ الملوحة وقرئ * (ملح) * على فعل ولعل أصله مالح فخفف كبرد في بارد * (وجعل بينهما برزخا) * حاجزا من قدرته * (وحجرا محجورا) * وتنافرا بليغا كان كلا منهما يقول للآخر ما يقوله المعتوذ عنه وقيل حدا محدودا وذلك كدجلة تدخل البحر فتشقه فتتتجري في خلاله فراسخ لا يتغير طعمها وقيل المراد بالبحر العذب النهر العظيم مصل النيل وبالبحر الملح البرح الككبير وبالبرزخ ما يحول بينهما من الأرض فتكون القدرة في الفصل واختلاف الصفة مع أن مقتضى ظبيعة أجزاء كل عنصر أن تضامت وتلاصقت وتشابهت في الكيفية * (وهو الذي خلق من الماء بشرا) * يعني الذي خمر به ظينة آدم أو جعله جزاءا من مادة البشر لتجتمع لتبشر وتسلس وتقبل الأشكال والهيئات بسهولة أو النطفة * (فجعله نسبا وصهرا) * أ] قسمه قسمين ذوي نسب أي ذكورا ينسب إليهم وذوات صهر أي إناثا يصاهر بهن كقوله تعالى * (فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى) * * (وكان ربك قديرا) * حيث خلق من مادة واحدة بشرا ذا أعضاء مختلفة وطباع متباعدة وجعله قسمين متقابلين وربما يخلق من نظفة واحدة توأمين ذكرا وأنثى * (ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم) * يعني الأصنام أو كل ما عبد من دون الله إذ ما من مخلوق يستقل بالنفع والضر * (وكان الكافر على ربه ظهيرا) * يظاهر الشيطان بالعداوة والشرك والمراد ب * (الكافر) * الجنس أو أبو جهل وقيل هينا مهينا لا وقع له عنده
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»