تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢١٩
والفضة * (وكلا) * الأول منصوب بما دل عليه * (ضربنا) * كأنذرنا والثاني ب * (تبرنا) * لأنه فارغ * (ولقد أتوا) * يعني قريشا مروا مرارا في متاجرهم إلى الشام * (على القرية التي أمطرت مطر السوء) * يعني سدوم عظمى قرى قوم لوط أمطرت لعيها الحجارة * (أفلم يكونوا يرونها) * في مرار مرورهم فيتعظوا بما يرون فيها من آثار عذاب الله * (بل كانوا لا يرجون نشورا) * بل كانوا كفرة لا يتوقعون نشورا ولا عاقبة فلذلك لم ينظروا ولم يتعظوا فمروا بها كما مرت ركابهم أو لا يأملون نشورا كما يأمله المؤمنون طمعا في الثواب أو لا يخافونه على اللغة التهامية * (وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا) * ما يتخذونك إلا موضع هزء أو مهزوء به * (أهذا الذي بعث الله رسولا) * محكي بعد قول مضمر والإشارة للاستحقار وإخراج بعث الله رسولا في معرض التسليم يجعله صلة وهم على غاية الإنكار واستهزاء ولولاه لقالوا أهذا الذي زعم أنه بعثه الله رسولا * (إن) * إنه * (كاد ليضلنا عن آلهتنا) * ليصرفنا عن عبادتها بفرط اجتهاده في الدعاء إلى التوحيد وكثرة ما يوردها مما يسبق إلى الذهن بأنها حجج ومعجزات * (لولا أن صبرنا عليها) * ثبتنا عليها واستمسكنا بعبادتها و * (لولا) * في مثله تقيد الحكم المطلق من حيث المعنى دون اللفظ * (وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا) * كالجواب لقولهم * (إن كاد ليضلنا) * فإنه يفيد نفي ما يلزمه ويكون الموجب له وفيه وعيد ودلالة على أنه لا يمهلهم وإن أمهلهم * (أرأيت من اتخذ إلهه هواه) * بأن أطاعه وبنى عليه دينه لا يسمع حجة ولا يبصر دليلا وإنما قدم المفعول الثاني للعناية به * (أفأنت تكون عليه وكيلا) * حفيظا تمنعه عن الشرك والمعاصي وحاله هذا فالاستفهام الأول للتقرير والتعجيب والثاني للإنكار
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»