تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٥
من قولهم ظهرت به إذا نبذته خلف ظهرك فيكون كقوله * (ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم) * * (وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا) * للمؤمنين والكافرين * (قل ما أسألكم عليه) * على تبليغ الرسالة الذي يدل عليه * (إلا مبشرا ونذيرا) * من أجر * (إلا من شاء) * إلا فعل من شاء * (أن يتخذ إلى ربه سبيلا) * أن يتقرب إليه ويطلب الزلفى عنده بالإيمان والطاعة فصور ذلك بصورة الأجر من حيث إنه مقصود فعله واستثناه منه قلعا لشبهة الطمع وإظهارا لغاية الشفقة حيث اعتد بإنفاعك نفسك بالتعرض للثواب والتخلص عن العقاب أجرا وافيا مرضيا به مقصورا عليه وإشعارا بأن طاعتهم تعود عليه بالثواب من حيث إنها وافيا بدلالته وقيل الاستثناء منقطع معناه لكن من شاء أن يتخذ إلى ربه سيلا فليفعل * (وتوكل على الحي الذي لا يموت) * في استكفاء شرورهم والإغناء عن أجورهم فإنه الحقيق بأن يتوكل عليه دون الأحياء الذين يموتون فإنهم إذا ماتوا ضاع من توكل عليهم * (وسبح بحمده) * ونزهه عن صفات النقصان مثنيا عليه بأوصاف الكمال طالبا لمزيد الأنعام بالشكر على سوابغه * (وكفى به بذنوب عباده) * ما ظهر منها وما بطن * (خبيرا) * مطلعا فلا عليك أن آمنوا وكفروا * (الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن) * قد سبق الكلام فيه ولعل ذكره زيادة تقرير لكونه حقيقا بأن يتوكل عليه من حيث إنه الخالق للكل والمتصرف فيه وتحريض على الثبات والتأني في الأمر فإنه تعالى مع كمال قدرته وسرعة نفاذ أمره في كل مراد خلق الأشياء على تؤدة وتدرج و * (الرحمن) * خبر للذي إن جعلته مبتدأ ولمحذوف إن جعلته صفة للحي أو بدل من المستكن في * (استوى) * وقرئ بالجر صفة للحي * (فاسأل به خبيرا) * فاسأل عما ذكر من الخلق والاستواء عالما يخبرك بحقيقته وهو الله تعالى أو جبريل أو من وجده في الكتب المتقدمة ليصدقك فيه وقيل الضمير * (للرحمن) * والمعنى إن أنكروا إطلاقه على الله تعالى فاسأل عنه من يخبرك من أهل الكتاب ليعرفوا مجيء ما يرادفه فيكتبهم وعلى هذا يجوز أن
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»