تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٤
(لقد كذب الواشون ما فهت عندهم بسر ولا أرسلتهم برسول) ولذلك ثنى تارة وأفراد أخرى أو لاتحادهما للأخوة أو لوحد المرسل والمرسل به أو لأنه أراد أن كل واحد منا * (أن أرسل معنا بني إسرائيل) * أي أرسل لتضمن الرسول معنى الإرسال المتضمن معنى القول والمراد خلهم ليذهبوا معنا الشام قال أي فرعون لموسى بعد ما أتيناه فقالا له ذلك * (ألم نربك فينا) * في منازلنا * (وليدا) * طفلا سمي به لقربه من الولادة * (ولبثت فينا من عمرك سنين) * قيل لبث فيهم ثلاثين سنة ثم خرج إلى مدين عشر سنين ثم عاد إليهم يدعوهم إلى الله ثلاثين ثم بقي بعد الغرق خمسين * (وفعلت فعلتك التي فعلت) * يعني قتل القبطي وبخه به معظما إياه بعدما عدد عليه نعمته وقرئ فعلتك بالكسر لأنها كانت قتلة بالوكز * (وأنت من الكافرين) * بنعمتي حتى عمدت إلى قتل خواصي أو ممن تكفرهم الآن فإنه عليه الصلاة والسلام كان يعايشهم بالتقية فهو حال من إحدى التاءين ويجوز أن يكون حكما مبتدأ عليه بأنه من الكافرين بآلهيته أو بنعمته لما عاد عليه بالمخالفة أو من الذين كانوا يكفرون في دينهم * (قال فعلتها إذا وأنا من الضالين) * من الجاهلين وقد قرئ به والمعنى من الفاعلين فعل أولي الجهل والسفه أو من الخاطئين لأنه لم يتعمد قتله أو من الذاهلين عما يؤول إليه الوكز لأنه أراد به التأديب أو الناسين من قوله تعالى * (أن تضل إحداهما) * * (ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما) * حكمة * (وجعلني من المرسلين) * رد أولا بذلك ما وبخه به قدحا في نبوته ثم كر على ما عد عليه من النعمة ولم يصرح برده لأنه كان صدقا غير قادح في دعواه بل نبه على أنه كان في الحقيقة نقمة لمونه مسببا عنها فقال
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»