تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢١٨
* (فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا) * يعني فرعون وقومه * (بآياتنا فدمرناهم تدميرا) * أي فذهبنا إليهم فكذبوهما فدمرناهم فاقتصر على حاشيتي القصة اكتفاء بما هو المقصود منها وهو إلزام الحجة ببعثة الرسل واستحقا التدمير بتكذيبهم والتعقيب باعتبار الحكم لا الوقوع وقرئ * (فدمرناهم تدميرا) * على التأكيد بالنون الثقيلة * (وقوم نوح لما كذبوا الرسل) * كذبوا نوحا ومن قبله أو نوحا وحده ولكن تكذيب واحد من الرسل كتكذيب الكل أو بعثة الرسل مطلقا كالبراهمة * (أغرقناهم) * بالطوفان * (وجعلناهم) * وجعلنا إغراقهم أو قصتهم * (للناس آية) * عبرة * (وأعتدنا للظالمين عذابا أليما) * يحتمل التعميم والتخصيص فيكون وضعا للظاهر موضع المضر تظليما لهم * (وعادا وثمود) * عطف على خم في * (جعلناهم) * أو على * (الظالمين) * لأن المعنى ووعدنا الظالمين وقرأ حمزة وحفص * (وثمود) * على تأويل القبيلة * (وأصحاب الرس) * قوم كان يعبدون الأصنام فبعث الله تعالى إليهم شعيبا فكذبوه فبينما هم حول الرس وهي البئر الغير المطوية فانهارت فخسف بهم وبديارهم وقيل * (الرس) * قرية بفلج اليمامة كان فيها بقايا ثمود فبعث إليهم نبي فقتلوه فهلكوا وقيل الأخدود وقيل بئر بأنطاكية قتلوا فيها حبيبا النجار وقيل هم أصحاب حنظلة بن صفوان النبي ابتلاهم الله تعالى بطير عظيم كان فيها من كل لون وسموها عنقاء لطول عنقها وكانت تسكن جبلهم الذي يقال له فتخ أو دمخ وتنقض على صبيانهم فتخطفهم إذا أعوزها الصيد ولذلك سميت مغربا فدعا عليها حنظلة فأصبتها الصاعقة ثم أنهم قتلوه فأهلكوا وقيل هم قوم كذبوا نبيهم ورسوه أي دسه في بئر * (وقرونا) * وأهل أعصار قيل القرن أربعون سنة وقيل سبعون وقيل مائة وعشرون * (بين ذلك) * إشارة إلى ما ذكر * (كثيرا) * لا يعلمها إلا الله * (وكلا ضربنا له الأمثال) * بينا له القصص العجيبة من قصص الأولين إنذارا وإعذارا فلما أصروا أهلكوا كما قال * (وكلا تبرنا تتبيرا) * فتتناه تفتيتا ومنه التبر لفتات الذهب
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»