تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٨
أقتر وقرئ بالتشديد والكل واحد * (وكان بين ذلك قواما) * وسطا عدلا سمي به لاستقامة الطرفين كما سمي سواء لاستوائهما وقرئ بالكسر وهو ما يقام به الحاجة لا يفضل عنها ولا ينقص وهو خير ثان أو حال مؤكدة ويجوز أن يكون الخبر بين ذلك لغوا وقيل إنه اسم * (كان) * لكنه مبني لإضافته إلى غير متمكن وهو ضعيف لأنه بمعنى القوام فيكون كالإخبار بالشيء عن نفسه * (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله) * أي حرمها بمعنى حرم قتلها * (إلا بالحق) * متعلق بالقتل المحذوف أو بلا يقتلون * (ولا يزنون) * وإشعارا بأن الأجر المذكور موعود للجامع بين ذلك وتعريضا للكفرة بأضداده ولذلك عقبه بالوعيد تهديدا لهم فقال * (ومن يفعل ذلك يلق أثاما) * جزاء إثم أو إثما بإضمار الجزاء وقرئ * (أياما) * أي شدائد يقال يوم ذو أيام أي صعب * (يضاعف له العذاب يوم القيامة) * بدل من * (يلق) * لأنه في معناه كقوله (متى تأتينا تلمم بنا في ديارنا تجد حطبا جزلا ونارا تأججا) وقرأ أبو بكر بالرفع على الاستئناف أو الحال وكذلك * (ويخلد فيه مهانا) * وأين كثير ويعقوب يضعف بالجزم وابن عامر بالرفع فيهما مع التشديد وحذف الألف في (يضعف) وقرئ * (ويخلد) * على بناء المفعول مخففا وقرئ مثقلا وتضعيف العذاب مضاعفته لانضمام المعصية إلى الكفر ويدل عليه قوله * (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) * بأن يمحو سوابق معاصيهم بالتوبة ويثبت مكانها لواحق طاعتهم أو يبدل ملكة المعصية في النفس بملكة الطاعة وقيل بأن يوفقه لأضداد ما سلف منه أو بأن يثبت له بدل كل عقاب ثوابا * (وكان الله غفورا رحيما) * فلذلك يعفو عن السيئات ويثبت على الحسنات * (ومن تاب) * عن المعاصي بتركها والندم عليها * (وعمل صالحا) * يتلافى به ما فرط أو خرج عن المعاصي ودخل في الطاعة * (فإنه يتوب إلى الله) * يرجع إلى الله بذلك
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»