بأن يجعل الشمس مقيمة على وضع واحد * (ثم جعلنا الشمس عليه دليلا) * فإنه لا يظهر للحس حتى تطلع فيقع ضوؤها على بعض الأجرام أو لا يوجد ولا يتفاوت إلا بسبب حركتها * (ثم قبضناه إلينا) * أي أزلناه بإيقاع الشمس موقعه لما عبر عن أحداثه بالمد بمعنى التسيير عبر عن إزالته بالقبض إلى نفسه الذي هو في معنى الكف * (قبضا يسيرا) * قليلا قليلا حسبما ترتفع الشمس لينتظم بذلك مصالح الكون ويتحصل به ما لا يحصى من منافع الخلق و * (ثم) * في الموضعين لتفاضل الأمور أو لتفاضل مبادئ أوقات ظهورها وقيل * (مد الظل) * لما بنى السماء بلا نير ودحا الأرض تحتها فألقت عليها ظلها ولو شاء لجعله ثابتا على تلك الحالة ثم خلق الشمس عليها دليلا أي مسلطا عليه مستتبعا إياه كما يستتبع إياه كما يستتبع الدليل المدلول أو دليل الطريق من يهديه فإنه يتفاوت بحركتها ويتحول بتحولها * (ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا) * شيئا فشيئا إلى أن تنتهي غاية نقصانه أو * (قبضا) * سهلا عند قيام الساعة يقبض أسبابه من الأجرام المظلة والمظل عليها * (وهو الذي جعل لكم الليل لباسا) * شبه ظلامه باللباس في ستره * (والنوم سباتا) * راحة للأبدان بقطع المشاغل وأصل السبت القطع أو موتا كقوله * (وهو الذي يتوفاكم بالليل) * لأنه قطع الحياة ومنه المسبوت للميت * (وجعل النهار نشورا) * ذا نشور أي انتشار ينتشر فيه الناس للمعاش أو بعث من النوم بعث الأموات فيكون إشارة إلى أن النوم
(٢٢١)