تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٧
* (وعباد الرحمن) * مبتدأ خبره * (أولئك يجزون الغرفة) * أو * (الذين يمشون على الأرض) * وإضافتهم إلى * (الرحمن) * للتخصيص والتفضيل أو لأنهم الراسخون في عبادته على أن عباد جمع عابد كتاجر وتجار * (هونا) * هينين أو مشيا هينا مصدر وصف به والمعنى أنهم يمشون بسكينة وتواضع * (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) * تسلما منكم ومتاركة لكم لا خير بيننا ولا شر أو سداد من القول يسلمون فيه من الإيذاء والإثم ولا ينافيه آية القتال لتنسخه فإن المراد به الإغضاء عن السفهاء وترك مقابلتهم في الكلام * (والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما) * في الصلاة في الصلاة وتخصيص البيتوتة لأن العبادة بالليل أحمز وأبعد عن الرياء وتأخير القيام للروي وهو جمع قائم أو مصدر أجري مجراه * (والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما) * لازما ومنه الغريم لملازمته وهو إيذان بأنهم مع حسن مخالطتهم مع الخلق واجتهادهم في عبادة الحق وجلون من العذاب مبتهلون إلى الله تعالى في صرفه عنهم لعدم اعتدادهم بأعمالهم ووثوقهم على استمرار أحوالهم * (إنها ساءت مستقرا ومقاما) * أي بئست مستقرا وفيها ضمير مبهم يفسره المميز والمخصوص بالذم ضمير محذوف به ترتبط الجملة باسم إن أو أحزنت وفيها ضمير أسم أن ومستقرا حال أو تمييز والجملة تعليل للعلة الأولى أو تعليل ثان وكلاهما يحتملان الحكاية والابتداء من الله * (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا) * لم يجاوزا حد الكرم * (ولم يقتروا) * ولم يضيقوا تضييق الشحيح وقيل الإسراف هو الإنفاق في المحارم والتقتير منع الواجب وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء وكسر التاء ونافع وابن عامر والكوفيون بضم الياء وكسر التاء من
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»