تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢١٢
يحتال * (ولا نصرا) * يعينكم عليه * (ومن يظلم منكم) * أيها المكلفون * (نذقه عذابا كبيرا) * هو النار والشرط وإن عم كل من كفر أو فسق لكنه في اقتضاء الجزاء مقيد بعدم المزاحم وفاقا وهو التوبة والإحباط بالطاعة إجماعا وبالعفو عندنا * (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق) * أي إلا رسلا إنهم فحذف الموصوف لدلالة المرسلين عليه وأقيمت الصفة مقامه كقوله تعالى * (وما منا إلا له مقام معلوم) * ويجوز أن تكون حالا اكتفى فيها بالضمير وهو جواب لقومهم * (ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق) * وقرئ * (يمشون) * أي لقولهم * (ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق) * وقرئ * (يمشون) * أي تمشيهم حوائجهم أو الناس * (وجعلنا بعضكم) * أيها الناس * (لبعض فتنة) * ابتلاء ومن ذلك ابتلاء الفقراء بالأغنياء والمرسلين بالمرسل لغيهم ومناصبتهم لهم العداوة وإيذائهم لهم وهو تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم على ما قالوه بعد نقضه وفيه دليل على القضاء والقدر * (أتصبرون) * علة للجعل والمعنى * (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة) * لنعلم أيكم يصبر ونظيره قوله تعالى * (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) * أو حث على الصبر على ما افتتنوا به * (وكان ربك بصيرا) * بمن يصبر أبو بالصواب فيما يبتلى به وغيره * (وقال الذين لا يرجون) * لا يأملون * (لقاءنا) * بالخير لكفرهم بالبعث أولا يخافون * (لقاءنا) * بالشر على لغة تهامة واصل اللقاء الوصول إلى الشيء ومنه الرؤية فإنه وصول إلى المرئي والمراد به الوصول إلى جزائه ويمكن أن يراد به الرؤية على الأول * (لولا) * هلا * (أنزل علينا الملائكة) * فتخبرنا بصدق محمد صلى الله عليه وسلم وقيل فيكونوا رسلا إلينا * (أو نرى ربنا) * فيأمرنا بتصدقيه واتباعه * (لقد استكبروا في أنفسهم) * أي في شأنها حتى أرادوا لها ما يتفق لأفراد من الأنبياء الذين هم أكمل خلق الله في أكمل أوقاتها وما هو أعظم من ذلك * (وعتوا) * وتجاوزوا الحد في الظلم * (عتوا كبيرا) * بالغا أقصى مراتبه حيث عاينوا المعجزات القاهرة فأعرضوا عنها واقترحوا لأنفسهم الخبيثة ماسدت دونه مطامح النفوس القدسية واللام جواب قسم محذوف وفي الاستئناف بالجملة حسن وإشعار بالتعجب من استكبارهم وعتوهم كقوله
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»