تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢١٧
ويحتمل أن يكون من تمام كلام الكفرة ولذلك وقف عليه فيكون حالا والإشارة إلى الكتب السابقة واللام على الوجهين متعلق بمحذوف * (ورتلناه ترتيلا) * وقرأناه عليك شيئا بعد شيء على تؤدة وتمهل في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين وأصل الترتيل في الأسنان وهو تفليحها * (ولا يأتونك بمثل) * سؤال عجيب كأنه مثل في البطلان يريدون به القدح في نبوتك * (إلا جئناك بالحق) * الدامغ له في جوابه * (وأحسن تفسيرا) * وبما هو أحسن بيانا أو معنى من سؤالهم أو * (ولا يأتونك) * بحال عجيبة يقولون هلا كانت هذه حاله إلا أعطيناك من الأحوال ما يحق لك في حكمتنا وما هو أحسن كشفا لما بعثت له * (الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم) * أي مقلوبين أو مسحوبين عليها أو متعلقة قلوبهم بالسلفيات متوجهة وجوههم غليها وعنه عليه الصلاة والسلام يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف صنف على الدواب وصنف على الأقدام وصنف على الوجوه وهو ذم منصوب أو مرفوع أو مبدأ خبره * (أولئك شر مكانا وأضل سبيلا) * والمفضل عليه هو الرسول صلى الله عليه وسلم على طريقة قوله تعالى * (قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه) * كأنه قيل إن حاملهم على هذه الأسئلة تحقير مكانه وتضليل سبيله ولا يعلمون حالهم ليعلموا أنهم شر مكانا وأضل سبيلا وقيل إنه متصل بقوله * (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا) * ووصف السبيل بالضلال من الإسناد المجازي للمبالغة * (ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا) * يوازره في الدعوة وإعلاء الكلمة ولا ينافي ذلك مشاركته في النبوة لأن المتشاركين في الأمر متوازرون عليه
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»