تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٩
* (متابا) * مرضيا عند الله ماحيا للعقاب محصلا للثواب أو يتوب متابا إلى الله الذي يحب التائبين ويصطنع بهم أو فإنه يرجع إلى الله وإلى ثوابه مرجعا حسنا وهو تعميم بعد تخصيص * (والذين لا يشهدون الزور) * لا يقيمون الشهادة الباطلة أو لا يحضرون محاضر الكذب فإن مشاهدة الباطل شركة فيه * (وإذا مروا باللغو) * ما يجب أن يلقى ويطرح * (مروا كراما) * معرضين عنه مكرمين أنفسهم عن الوقوف عليه والخوض فيه ومن ذلك الإغضاء عن الفواحش والصفح عن الذنوب والكناية فيما يستهجن التصريح به * (والذين إذا ذكروا بآيات ربهم) * بالوعظ أو القراءة * (لم يخروا عليها صما وعميانا) * لم يقيموا عليها غير واعين لها ولا متبصرين بما فيها كمن لا يسمع ولا يبصر بل أكبوا عليها سامعين بآذان واعية مبصرين بعيون راعية فالمراد من النفي نفي الحال دون الفعل كقولك لا يلقاني زيد مسلما وقيل الهاء للمعاصي المدلول عليها * (باللغو) * * (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين) * بتوفيقهم للطاعة وحيازة الفضائل فإن المؤمن إذا شاركه أهله في طاعة الله سر بهم قلبه وقرت بهم عينه لما يرى من مساعدتهم له في الدين وتوقع لحوقهم به في الجنة و * (من) * ابتدائية أو بيانية كقولك رأيت منك أسدا وقرأ حمزة وأبو عمرو والكسائي وأبو بكر (وذريتنا) وقرأ ابن عامر والحرميان وحفص ويعقوب * (وذرياتنا) * بالألف وتنكير ال * (أعين) * لإرادة تنكير ال * (قرة) * تعظيما وتقليلها لأن المراد أعين المتقين وهي قليلة بالإضافة إلى عيون غيرهم * (واجعلنا للمتقين إماما) * يقتدون بنا في أمر الدين بإضافة العلم والتوفيق للعمل وتوحيده إما للدلالة على الجنس وعدم اللبس كقوله * (ثم يخرجكم طفلا) * أو لأنه مصدر في أصله أو لأن المراد واجعل كل واحد منا أو لأنهم كنفس واحدة لاتحاد طريقتهم
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»