تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢١٣
وجارة جساس بنابها كليبا علت ناب كليب بواؤها * (يوم يرون الملائكة) * ملائكة الموت أو العذاب و * (يوم) * نصب باذكر أو بما دل عليه * (لا بشرى يومئذ للمجرمين) * فإنه بمعنى يمنعون البشرى أو يعدمونها و * (يومئذ) * تكرير أو خبر و * (للمجرمين) * تبيين أو خبر ثان أو ظرف لما يتعلق به اللام أول * (بشرى) * إن قدرت منونة غير مبينة مع * (لا) * فإنها لا تعلم ولل * (مجرمين) * إما عام يتناول حكمه حكمهم من طريق البرهان ولا يلزم عن نفي البشرى لعامة المجرمين حينئذ نفي البشرى بالعفو والشفاعة في وقت آخر وإما خاص وضع موضع ضميرهم تسجيلا على جرمهم وإشعارا بما و المانع للبشرى والموجب لما يقابها و * (ويقولون حجرا محجورا) * عطف على المدلول أي ويقول الكفرة حينئذ هذه الكلمة استعاذة وطلبا من الله تعالى أن يمنع لقاءهم وهي مما كانوا يقولون عند لقاء عدو أو هجوم مكروه أو تقولها الملائكة بمعنى حراما عليكم الجنة أو البشرى وقرئ * (حجرا) * باللضم واصله الفتح غير أنه لما اختص بموضع مخصوص غير كقعدك وعمرك ولذلك لا يتصرف فيه ولا يظهر ناصبه ووصفه بمحجور للتأكيد كقولهم موت مائت * (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) * أي وعمدنا إلى ما عملوا في كفرهم من المكارم كقري الضيف وصلة الرحم وإغاثة الملهوف فأحبطناه لفقد ما هو شرط
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»