تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢١٤
اعتباره وهو تشبيه حالهم وأعمالهم بحال قوم استعصوا على سلكانهم فقدم إلى أشيائهم فمزقها وأبطلها ولم يبق لها أثرا وال * (هباء) * غبار يرى في شعاع يطلع من الكوة من الهبوة وهي الغبار و * (منثورا) * صفته شبه عملهم المحبط بالهباء في حقارته وعدم نفعه ثم بالمنثور منه في انتشاره بحيث لا يمكن نظمه أو تفرقه نحو أغراضهم التي كانوا يتوجهون به نحوها أو مفعول ثالث من حيث إنه كالخبر بعد الخبر كقوله تعالى * (كونوا قردة خاسئين) * * (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا) * مكانا يستقر فيه أكثر الأوقات للتجانلس والتحادث * (وأحسن مقيلا) * مكانا يؤوي إليه للاسترواح بالأزواج والتمتع بهن تجوزا له من مكان القيلولة على التشبيه أو لأنه لا يخلوا من ذلك غالبا إذ لا نوم في الجنة وفي أحسن رمز إلى ما يتميز به مقيلهم من حسن الصور وغيره من التحاسين ويحتمل أن يراد بأحدهما المصدر أو الزمان إشارة إلى أن مكانهم وزمانهم أطيب ما يتخيل من الأمكنة والأزمنة والتفضيل إما لإرادة الزيادة مطلقا أو بالإضافة إلى ما للمترفين في الدنيا روي أنه يفرغ من الحساب في نصف ذلك اليوم فيقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار * (ويوم تشقق السماء) * أصله تتشقق فحذفت التاء وأدغمها ابن كثير ونافع وابن عامر ويعقوب * (بالغمام) * بسبب طلوع الغمام منها وهو الغمام المذكور في قوله * (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) * * (ونزل الملائكة تنزيلا) * في ذلك الغمام بصحائف أعمال العباد وقرأ ابن كثير * (وننزل) * وقرئ * (وأنزل) * * (ونزل الملائكة) * بحذف نون الكلمة
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»