تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٨٣
أطلقه وقيد الغض بحرف التبعيض وقيل حفظ الفروج ها هنا خاصة سترها * (ذلك أزكى لهم) * أنفع لهم أو أطهر لما فيه من البعد عن الريبة * (إن الله خبير بما يصنعون) * لا يخفى عليه إجالة أبصارهم واستعمال سائر حواسهم وتحريك جوارحهم وما يقصدون بها فليكونوا على حذر منه في كل حركة وسكون * (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) * فلا ينظرن إلى ما لا يحل لهن النظر إليه من الرجال * (ويحفظن فروجهن) * بالتستر أو التحفظ عن الزنا وتقديم الغض لأن النظر بريد الزنا * (ولا يبدين زينتهن) * كالحلي والثياب والأصباغ فضلا عن مواضعها لمن لا يحل أن تبدى له * (إلا ما ظهر منها) * عند مزاولة الأشياء كالثياب والخاتم فإن في سترها حرجا وقيل المراد بالزينة مواضعها على حذف المضاف أو ما يعم المحاسن الخلقية والتزيينية والمستثنى هو الوجه والكفان لأنها ليست بعورة والأظهر أن هذا في الصلاة لا في النظر فإن كل بدن الحرة عورة لا يحل لغير الزوج والمحرم النظر إلى شيء منها إلا لضرورة كالمعالجة وتحمل الشهادة * (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) * سترا لأعناقهن وقرأ نافع وعاصم وأبو عمرو وهشام بضم الجيم * (ولا يبدين زينتهن) * كرره لبيان من يحل الإبداء ومن لا يحل له * (إلا لبعولتهن) * فإنهم المقصودون بالزينة ولهم أن ينظروا إلى جميع بدنهن حتى الفرج بكره * (أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن) * لكثرة مداخلتهم عليهن واحتياجهن إلى مداخلتهم وقلة توقع الفتنة من قبلهم لما في الطباع من النفرة عن مماسة القرائب ولهم أن ينظروا منهن ما يبدو عند المهنة والخدمة وإنما لم يذكر الأعمام والأخوال لأنهم في معنى الإخوان أولان الأحوط أن يتسترن عنهم حذرا أن يصفوهن لأبنائهم * (أو نسائهن) * يعني المؤمنات فإن الكافرات لا يتحرجن عن وصفهن للرجال أو النساء كلهن وللعلماء في ذلك خلاف
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»