تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٨١
* (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق) * جزاءهم المستحق * (ويعلمون) * لمعاينتهم الأمر * (أن الله هو الحق المبين) * الثابت بذاته الظاهر ألوهيته لا يشاركه في ذلك غيره ولا يقدر على الثواب والعقاب سواه أو ذو الحق البين أي العادل الظاهر عدله ومن كان هذا شأنه ينتقم من الظالم للمظلوم لا محالة * (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) * أي الخبائث يتزوجن الخباث وبالعكس وكذلك أهل الطيب فيكون كالدليل على قوله * (أولئك) * يعني أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أو الرسول وعائشة وصفوان رضي الله تعالى عنهم * (مبرؤون مما يقولون) * إذ لو صدق لم تكن زوجته عليه السلام ولم يقرر عليها وقيل * (الخبيثات) * * (والطيبات) * من الأقوال والإشارة إلى الطيبين والضمير في * (يقولون) * للآفكين أي مبرؤون مما يقولون فيهم أو * (للخبيثين) * و * (الخبيثات) * أي مبرؤون من أن يقولوا مثل قولهم * (لهم مغفرة ورزق كريم) * يعني الجنة ولقد برأ الله أربعة بأربعة برأ يوسف عليه السلام بشاهد من أهلها وموسى عليه الصلاة والسلام من قول اليهود فيه بالحجر الذي ذهب بثوبه ومريم بإنطاق ولدها وعائشة رضي الله تعالى عنها بهذه الآيات الكريمة مع هذه المبالغة وما ذلك إلا لإظهار منصب الرسول صلى الله عليه وسلم وإعلاه منزلته * (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم) * التي تسكنوها فإن الآجر والمعير أيضا لا يدخلان إلا بإذن * (حتى تستأنسوا) * تستأذنوا من الإستنئناس بمعنى الإستعلام من آنس الشيء إذا ابصره فإن المستأذن مستعلم للحال مستكشف أنه هل يراد دخوله أو يؤذن له أو من الإستئناس الذي هو خلاف الاستيحاش فإن المستأذن مستوحش خائف أن لا يؤذن له فإذا أذن له استأنس أو تتعرفوا هل ثم إنسان من الإنس * (وتسلموا على أهلها) * بأن تقولوا السلام لعيكم أأدخل وعنه عليه الصلاة والسلام التسليم أن يقول السلام عليكم
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»