فارقتها فهي إذن من سبب يفيضها عليها وهو الله سبحانه وتعالى ابتداء أو بتوسط من الملائكة والأنبياء ولذلك سموا أنوارا ويقرب منه قول ابن عباس رضي اله تعالى عنهما معناه هادي من فيهما فهم بنوره يهتدون وإضافته إليهما للدلالة على سعة إشراقهأ ولاشتمالهما على الأنوار الحسية والعقلية وقصور الإدراكات البشرية عليهما وعلى المتلق بهما والمدلول لهما * (مثل نوره) * صفة نوره العجيبة الشأن وإضافته إلى ضميره سبحانه وتعالى دليل على أن إطلاقه عليه لم يكن على ظاهره * (كمشكاة) * كصفة مشكاة وهي الكوة الغير النافذة وقرأ الكسائي برواية الدوري بالإمالة * (فيها مصباح) * سراج ضخم ثافب وقيل المشكاة الأنبوية في وسط القنديل والمصباح لافتيلة المشتعلة * (المصباح في زجاجة) * في قنديل من الزجاج * (الزجاجة كأنها كوكب دري) * مضيء متلألئ كالزهرة في صفاته وزهرته منسوب إلى الدار أو فعيل كمريق من الدرء فإنه يدفع الظلام بضوئه أو بعض ضوئه بعضا من لمعانه إلا أنه قلبت همزته ياء ويدل عليه قراءة حمزة وأبي بكر على الأصل وقراءة أبي عمرو والكسائي (دريء) كشريب وقد قرئ به مقلوبا * (يوقد من شجرة مباركة زيتونة) * أي ابتداء ثقوب المصباح من شجرة الزيتون المتكاثر نفعه بأن رويت ذبالته بزيتها وفي إبهام الشجرة ووصفها بالبركة ثم إبدال الزيتونة عنها تفخيم لشأنها وقرأ نافع وابن عامر وحفص بالياء والبناء للمفعول من أوقد وحمزة والكسائي وأبو بكر بالتاء كذلك
(١٨٨)