تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٧٧
لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو هو وحسان ومسطح فإنهما شايعاه بالتصريح به * (والذي) * بمعنى الذين * (له عذاب عظيم) * في الآخرة أو في الدنيا بأن جلدوا وصار ابن أبي مطرودا مشهورا بالنفاق وحسان أعمى أشل اليدين ومسطح مكفوف البصر * (لولا) * هلا * (إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا) * بالذين منهم من المؤمنين والمؤمنات كقوله تعالى * (ولا تلمزوا أنفسكم) * وإنما عدل فيه من الخطاب إلى الغيبة مبالغ في التوبيخ وإشعارا بأن الإيمان يقتضي ظن الخير بالمؤمنين والكف عن الطعن فيهم وذب الطاعنين عنهم كما يذوبهم عن أنفسهم وإنما جاز الفصل بين * (لولا) * وفعله بالظرف لأنه منزل منزلته من حيث إنه لا ينفك عنه وذلك يتسع فيه مالا يتسع في غيره وذلك لأن ذكر الظرف أهم فإن التحضيض على أن لا يخلوا بأوله * (وقالوا هذا إفك مبين) * كما يقول المستقين المطلع على الحال * (لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون) * من ملة المقول تقريرا لكونه كذبا فإن ما لا حجة عليه كذب عند الله أي في حكمه ولذلك رتب الحد عليه * (ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة) * لولا هذه لا متناع الشيء لوجود غيره والمعنى لولا فضل الله عليكم في الدنيا بأنواع النعم التي من جملتها الإمهال للتوبة * (ورحمته) * في الآخرة بالعفو والمغفرة المقدران لكم * (لمسكم) * عاجلا * (فيما أفضتم) * خضتم * (فيه عذاب عظيم) * يستحقر دونه اللوم والجلد
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»