تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٧١
مفعوله له أي لم نخلقكم تلهيا بكم وإنما خلقناكم لنتعبدكم ونجازيكم على أعمالكم وهو كالدليل على البعث * (وأنكم إلينا لا ترجعون) * معطوف على * (أنما خلقناكم) * أو * (عبثا) * وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب بفتح التاء وكسر الجيم * (فتعالى الله الملك الحق) * الذي يحق له الملك مطلقا فإن من عداه مملوك بالذات مالك بالعرض من وجه دون وجه وفي حال دون حال * (لا إله إلا هو) * فإن ما عداه عبيد له * (رب العرش الكريم) * الذي يحيط بالأجرام وينزل منه محكمات الأقضية والأحكام ولذلك وصفه بالكرم أو لنسبته إلى أكرم الأكرمين وقرئ بالرفع على أنه صفة الرب * (ومن يدع مع الله إلها آخر) * يعبده إفرادا أو إشراكا * (لا برهان له به) * صفة أخرى لإلها لازمة له فإن الباطل لا برهان به جيء بها للتأكيد وبناء الحكم عليه تنبيها على أن التدين بما لا دليل عليه ممنوع فضلا عما دل الدليل على خلافه أو اعتراض بين الشرط والجزاء لذلك * (فإنما حسابه عند ربه) * فهو مجاز له مقدار ما يستحقه * (إنه لا يفلح الكافرون) * إن الشأن وقرئ بالفتح على التعليل أو الخبر أي حسابه عدم الفلاح بدأ السورة بتقرير فلاح المؤمنين وختمها بنفي الفلاح عن الكافرين ثم أمر رسوله بأن يستغفره ويسترحمه فقال * (وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين) * عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة المؤمنين بشرته الملائكة بالروح والريحان وما تقرأ به عينيه عند نزول ملك الموت وعنه عليه لا صلاة والسلام أنه قال لقد أنزلت علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ * (قد أفلح المؤمنون) * حتى ختم العشر وروي أن أولها وآخرها من كنوز الجنة من عمل بثلاث آيات من أولها واتعظ بأربع من آخرها فقد نجا وأفلح
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»