موكولا إليك أمرهم تقسرهم على الإيمان وانما أرسلناك مبشرا ونذيرا فدارهم ومر أصحابك بالاحتمال منهم وروي أن المشركين أفرطوا في ايذائهم فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت وقيل شتم عمر رضي الله تعالى عنه رجل منهم فهم به فأمره الله بالعفو * (وربك أعلم بمن في السماوات والأرض) * بأحوالهم فيختار منهم لنبوته وولايته من يشاء وهو رد لاستبعاد قريش أن يكون يتيم أبي طالب نبيا وأن يكون العراة الجؤع أصحابه * (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض) * بالفضائل النفسانية والتبري عن العلائق الجسمانية لا بكثرة الأموال والاتباع حتى داود عليه الصلاة والسلام فإن شرفه بما أوحى إليه من الكتاب لا بما أوتيه من الملك قيل هو إشارة إلى تفضيل رسول اله صلى الله عليه وسلم وقوله * (وآتينا داود زبورا) * تنبيه على وجه تفضيله وهو انه خاتم الأنبياء وأمته خير الأمم المدلول عليه بما كتب في الزبور من أن الأرض يرثها عبادي الصالحون وتنكيره ها هنا وتعريفه في قوله تعالى * (ولقد كتبنا في الزبور) * لأنه في الأصل فعول للمفعول كالحلوب أو المصدر كالقبول ويؤيده قراءة حمزة بالضم وهو كالعباس أو الفضل أو لأن المراد وآتينا داود بعض الزبر أو بعضا من الزبور فيه ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم (قدل ادعوا الذين زعمتم) أنها آلهة * (من دونه) * كالملائكة والمسيح وعزير * (فلا يملكون) * فلا يستطيعون * (كشف الضر عنكم) * كالمرض والفقر والقحط * (ولا تحويلا) * ولا تحويل ذلك منكم إلى غيركم * (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة) * هؤلاء الالهة يبتغون إلى الله القرابة بالطاعة * (أيهم أقرب) * بدل من واو * (يبتغون) * أي من هو أقرب منهم إلى الله الوسيلة فكيف بغير الأقرب * (ويرجون رحمته ويخافون عذابه) * كسائر العباد فكيف تزعمون أنهم آلهة * (إن عذاب ربك كان محذورا) * حقيقا بأن يحذره كل أحد حتى الرسل والملائكة
(٤٥٢)