تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٤٧
صفة لها محمولة على المعنى فإنه بمعنى سيئا وقد قرئ به ويجوز أن ينتصب مكروها على الحال من المستكن في * (كان) * أو في الظرف على أنه صفة * (سيئة) * والمراد به المبغوض المقابل للمرضى لا ما يقابل المراد لقيام القاطع على أن الحوادث كلها واقعة بإرادته تعالى * (ذلك) * إشارة إلى الأحكام المتقدمة * (مما أوحى إليك ربك من الحكمة) * التي هي معرفة الحق لذاته والخير للعمل به * (ولا تجعل مع الله إلها آخر) * كرره للتنبيه على أن التوحيد مبدأ الأمر ومنتهاه فإن من لا قصد له بطل عمله ومن قصد يفعله أو تركه غيره ضاع سعيه وانه رأس الحكمة وملاكها ورتب عليه أولا ما هو عائده الشرك في الدنيا وثانيا ما هو نتيجته في العقبى فقال تعالى * (فتلقى في جهنم ملوما) * تلوم نفسك * (مدحورا) * مبعدا من رحمة الله تعالى * (أفأصفاكم ربكم بالبنين) * خطاب لم نقالوا الملائكة بنات الله والهمزة للانكار والمعنى افخصكم ربكم بأفضل الأولاد هم البنون * (واتخذ من الملائكة إناثا) * بنات لنفسه وهذا خلاف ما عليه عقولكم وعادتكم * (إنكم لتقولون قولا عظيما) * بإضافة الأولاد إليه وهي خاصة بعض الأجسام لسرعة زوالها ثم بتفضيل أنفسكم عليه حيث تجعلون له ما تكرهون ثم يجعل الملائكة الذين هم من اشرف خلق الله أدونهم * (ولقد صرفنا) * كررنا هذا المعنى بوجوه من التقرير * (في هذا القرآن) * في مواضع منه ويجوز أن يراد بهذا القرآن ابطال إضافة البنات إليه على تقدير ولقد صرفنا هذا القول
(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»