رأى أنه دخل مكة وفيه أن الآية مكية إلا أن يقال رآها بمكة وحكاها حينئذ ولعله رؤيا رآها في وقعة بدر لقوله تعالى * (إذ يريكهم الله في منامك قليلا) * ولما روي أنه لما ورد ماءه قال لكأني انظر إلى مصارع القوم هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان فتسامعت به قريش واستسخروا منه وقيل رأى قوما من بني أمية يرقون منبره وينزون عليه نزو القردة فقال هذا حظهم من الدنيا يعطونه بإسلامهم وعلى هذا كان المراد بقوله * (إلا فتنة للناس) * ما حدث في أيامهم * (والشجرة الملعونة في القرآن) * عطف على * (الرؤيا) * وهي شجرة الزقوم لما سمع المشركون ذكرها قالوا أن محمدا يزعم أن الجحيم تحرق الحجارة ثم يقول ينبت فيها الشجر ولم يعلموا أن من قدر أن يحمي وبر السمندل من أن تأكله النار واحشاء النعامة من اذى الجمر وقطع الحديد المحماة الحمر التي تبتلعها قدر أن يخلق في النار شجرة لا تحرقها ولعنها في القرآن لعن طاعميها وصفت به على المجاز للمبالغة أو وصفها بأنها في أصل الجحيم فإنه ابعد مكان من الرحمة أو بأنها مكروهة مؤذية من قولهم طعام ملعون لما كان ضارا وقد أولت بالشيطان وأبي جهل والحكم بن أبي العاصي وقرئت بالرفع على الابتداء والخبر محذوف أي والشجرة الملعونة في القرآن كذلك * (ونخوفهم) * بأنواع التخويف * (فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا) * إلا عتوا متجاوز الحد * (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا) * لمن خلقته من طين فنصب بنزع الخافض ويجوز أن يكون حالا من الراجع إلى الموصول أي خلقته وهو طين أو منه أي أأسجد له وأ له طين وفيه على الوجوه الثلاثة ايماء بعلة الإنكار * (قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي) * الكاف لتأكيد الخطاب لا محل له من الاعراب
(٤٥٤)