تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٧
تدعون لكشفه إلا إياه أو ضل كل من تعبدونه عن اغاثتكم إلا الله * (فلما نجاكم) * من الغرق * (إلى البر أعرضتم) * عن التوحيد وقيل اتسعتم في كفران النعمة كقول ذي الرمة (عطاء فتى تمكن في المعالي فاعرض في المكارم واستطالا) * (وكان الإنسان كفورا) * كالتعليل للاعراض * (أفأمنتم) * الهمزة فيه للانكار والفاء للعطف على محذوف تقديره انجوتم فأمنتم فحملكم ذلك على الاعراض فإن من قدر أن يهلككم في البحر بالغرق قادر أن يهلككم في البر بالخسف وغيره * (أن يخسف بكم جانب البر) * أن يقلبه وأنتم عليه أو يقلبه بسببكم فبكم حال أو صلة ليخسف وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالنون فيه وفي الأربعة التي بعده وفي ذكر الجانب تنبيه على أنهم لما وصلوا الساحل كفروا واعرضوا وان الجوانب والجهات في قدرته سواء لا معقل يؤمن فيه من أسباب الهلاك * (أو يرسل عليكم حاصبا) * ريحا تحصب أي ترمي بالحصباء * (ثم لا تجدوا لكم وكيلا) * يحفظكم من ذلك فإنه لا راد لفضله * (أم أمنتم أن يعيدكم فيه) * في البحر * (تارة أخرى) * بخلق دواع تلجئكم إلى أن ترجعوا فتركبوه * (فيرسل عليكم قاصفا من الريح) * لا تمر بشيء إلا قصفته أي كسرته * (فيغرقكم) * وعن يعقوب بالتاء على إسناده إلى ضمير * (الريح) * بما كفرتم بسبب اشراككم أو كفرانكم نعمة الانجاء * (ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا) * مطالبا يتبعنا بانتصار أو صرف * (ولقد كرمنا بني آدم) * بحسن الصورة والمزاج الاعدل واعتدال القامة والتمييز بالعقل والافهام بالنطق والإشارة والخط والتهدي إلى أسباب المعاش والمعاد والتسلط على ما في الأرض والتمكن من الصناعات وانسياق الأسباب والمسببات العلوية والسفلية إلى ما يعود عليهم بالمنافع إلى غير ذلك مما يقف الحصر دون احصائه ومن ذلك ما ذكره ابن عباس وهو أن كل حيوان يتناول طعامه بفيه إلا الانسن فإنه يرفعه إليه بيده * (وحملناهم في البر والبحر) * على الدواب والسفن من حملته حملا إذا جعلت له ما يركبه أو حملناهم فيهما حتى لم
(٤٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 ... » »»