تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٣
الناس يحمدونه لقيامه فيه وما ذاك إلا مقام الشفاعة وانتصابه على الظرف بإضمار فعله أي فيقيمك مقاما أو بتضمين * (يبعثك) * معناه أو الحال بمعنى أن يبعثك ذا مقام * (وقل رب أدخلني) * أي في القبر * (مدخل صدق) * ادخالا مرضيا * (وأخرجني) * أي منه عند البعث * (مخرج صدق) * اخراجا ملقى بالكرامة وقيل المراد ادخال المدينة والاخراج من مكة وقيل ادخاله مكة ظاهرا عليها واخراجه منها آمنا من المشركين وقيل ادخاله الغار واخراجه منه سالما وقيل ادخاله فيما حمله من أعباء الرسالة واخراجه منه مؤديا حقه وقيل ادخاله في كل ما يلابسه م مكان أو أمر واخراجه منه وقرئ * (مدخل) * و * (مخرج) * بالفتح على معنى ادخلني فأدخل دخولا وأخرجني فأخرج خروجا * (واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا) * حجة تنصرني على من خالفني أو ملكا ينصر الإسلام على الكفر فاستجاب له بقوله * (فإن حزب الله هم الغالبون) * * (ليظهره على الدين كله) * * (ليستخلفنهم في الأرض) * * (وقل جاء الحق) * الإسلام * (وزهق الباطل) * وذهب وهلك الشرك من زهق روحه إذا خرج * (إن الباطل كان زهوقا) * مضمحلا غير ثابت عن ابن مسعود رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وفيها ثلاثمائة وستون صنما ينكت بمخصرته في عين واحد واحد منها فيقول جاء الحق وزهق الباطل فينكب لوجهه حتى القى جميعها وبقي صنم خزاعة فوق الكعبة وكان من صفر فقال يا علي ارم به فصعد فرمى به فكسره * (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) * ما هو في تقويم دينهم واستصلاح نفوسهم كالدواء الشافي للمرضى و * (من) * للبيان فإن كله كذلك وقيل إنه للتبعيض والمعنى أن منه ما يشفى من المرض كالفاتحة وآيات الشفاء وقرأ البصريان * (ننزل) * بالتخفيف * (ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) * لتكذيبهم وكفرهم به
(٤٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 ... » »»