تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٤١
والنعت منه ذلول * (من الرحمة) * من فرط رحمتك عليهما لافتقارهما إلى من كان افقر خلق الله تعالى إليهما بالأمس * (وقل رب ارحمهما) * وادع الله تعالى أن يرحمهما برحمته الباقية ولا تكتف برحمتك الفانية وان كانا كافرين لان من الرحمة أن يديهما * (كما ربياني صغيرا) * رحمة مثل رحمتهما علي وتربيتهما وارشادهما لي في صغري وفاء بوعدك للراحمين روي أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبوي بلغا من الكبر أني ألأي منهما ما وليا مني في الصغر فهل قضيتهما حقهما قال لا فإنهما كانا يفعلان ذلك وهما يحبان بقاءك وأنت تفعل ذلك وتريد موتهما * (ربكم أعلم بما في نفوسكم) * من قصد البر أليهما واعتقاد ما يجب لهما من التوقير وكأنه تهديد على أن يضمر لهما كراهة واستثقالا * (إن تكونوا صالحين) * قاصدين لللاح * (فإنه كان للأوابين) * للتوابين * (غفورا) * ما فطر منهم عند حرج الصدر من أذية أو تقصر وفيه تشديد عظيم ويجوز أن يكون عاما لكل تائب ويندرج فيه الجاني على أبويه التائب من جنايته لوروده على اثره * (وآت ذا القربى حقه) * من صلة الرحم وحسن المعاشرة والبرعليهم وقال أبو حنيفة حقهم إذا كانوا محارم فقراء أن ينفق عليهم وقيل المراد بذي القربى أقارب الرسول صلى الله عليه وسلم * (والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا) * بصرف المال فيما لا ينبغي وانفاقه على وجه الاسراف واصل التبذير التفريق وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لسعد وهو يتوضأ ما هذا السرف قال أو في الوضوء سرف قال نعم وإن كنت على نهر جار * (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) * أمثالهم في الشرارة فإن التضييع والاتلاف شر أو اصدقاءهم واتباعهم لأنهم يطيعونهم في الاسراف والصرف في المعاصي روي
(٤٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 ... » »»